احتمالات من الصعب تحقيقها
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الأربعاء، والمعنون بـ''واشنطن واحتمالات التعامل مع النووي الإيراني''، يتطرق الكاتب والمحلل السياسي الأميركي جيمس بنكرتون إلى معضلة الملف النووي الإيراني والتحدي الذي رفعه النظام الإيراني في وجه القوى العالمية الكبرى، عندما قرر استئناف عملية تخصيب اليورانيوم بعدما وصلت المفاوضات الإيرانية الأوروبية إلى طريق مسدود· كانت ''الترويكا'' الأوروبية تهدف من وراء مفاوضاتها الطويلة والشاقة إلى إقناع السلطات في إيران بإيقاف أنشطتها النووية مقابل تقديم مساعدات اقتصادية مجزلة لإيران· بيد أن هذه الأخيرة تشبثت بما تراه حقا أصيلاً في تطوير أبحاثها في مجال التكنولوجيا النووية المكفولة قانونياً من قبل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تعتبر طهران من الموقعين عليها· يدخل الكاتب في الاحتمالات المطروحة أمام الولايات المتحدة في التعامل مع التصعيد الإيراني، لا سيما إذا فشلت الجهود الدبلوماسية وتمت إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي· في هذا السياق يبرز الكاتب احتمال توجيه ضربة عسكرية جوية إلى المنشآت النووية الإيرانية، رغم تأكيد الإدارة الأميركية أن الوقت لم يحن بعد للنظر في هذا الاحتمال، وإن كان غير مستبعد· في هذه الحالة من الصعب تقييم نتائج الهجمات الأميركية، وإمكانية القضاء على البرنامج النووي الإيراني· فهذا الأخير موزع على التراب الإيراني ويحتل مواقع عميقة تحت الأرض· لذا ليس من السهل التأكد من تدميره كما تريد واشنطن· الاحتمال الثاني هو قيام إسرائيل بالضربة، لكن ذلك لن يزيد من فرص القضاء على البرنامج النووي الإيراني لأن المصاعب نفسها تظل قائمة، فضلا عن تأجيج المشاعر المعادية لأميركا وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط مع إلحاق ضرر بالغ بالقوات الأميركية المنتشرة في العراق· ويبقى الاحتمال الأخير هو فرض عقوبات دولية على إيران وتطويقها عبر عزلها عن العالم على أمل تصعيد الضغوط على النظام الإيراني في أفق إسقاطه نتيجة الاستياء الشعبي، وربما نشوب صراعات داخلية في أركان النظام نفسه· لكن العقوبات لن تحول دون مواصلة إيران جهودها لاستكمال برنامجها النووي وحيازتها في النهاية لسلاح الدمار الشامل، خصوصا إذا ما نفذت طهران تهديدها بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية·
أحمد ربيع- أبوظبي