قرأت أن رئيس الوزراء الكندي قد قدم استقالته من رئاسة حزبه بعد أن خسر الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في كندا مؤخرا وأعلن الرجل صراحة أنه لن يقود حزبه في أي انتخابات وأن الغرض من استقالته هو إتاحة الفرصة للعناصر القادرة على تحقيق الفوز في الانتخابات· يا له من موقف شريف! لقد قارنت بين موقف الرجل وبين موقف بعض رؤساء الأحزاب في بلادنا العربية· فنحن نرى أن أحدهم يدخل انتخابات رئاسية ويفشل، ثم يدخل انتخابات برلمانية ويفشل أيضا، ومع ذلك نراه يصر على الاحتفاظ بموقعه على رأس الحزب مع أن المنطقي هو أن يفسح الطريق لغيره لكي يحقق ما لم يتمكن هو من تحقيقه· وعندما تتم تنحية مثل هذا الرئيس عن طريق أي آلية من آليات التنظيم والممارسة الحزبية نراه يتشبث بموقعه ويصر على عدم مغادرته بل قد يلجأ إلى أساليب بعيدة تماما عن الديمقراطية· ونرى في الحياة السياسية والحزبية في دول عربية العديد من مثل هذه المظاهر· بل نرى أحيانا أن الساسة وبعضهم رجال قانون كبار يلجأون إلى أساليب غير مناسبة أحيانا لتنفيذ أجندتهم· العملية كلها هي عملية تشبث بالكراسي حتى النهاية·· ليس هناك ديمقراطية ولا يحزنون·· وإنما هي أجندات وأطماع تختلف اختلافا بينا عن الشعارات المرفوعة وممارسة نفس الأشياء التي يعيبونها على الغير فنراهم ينتقدون استمرار أشخاص معينين في الحكم لفترة طويلة، في نفس الوقت الذي لا يوجد أي مانع لديهم من البقاء في كراسيهم الحزبية حتى آخر لحظة في حياتهم الطبيعية وليس السياسية·
سيف الدين عباس - أبوظبي