جاءت الصور الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دانمركية وتسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتصب الزيت على النار وتزيد من تأجيج المشاعر المحتقنة· ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها صحف اسكندينافية على الإساءة لرموز الإسلام والاستخفاف بشخصياته حيث ينمي ذلك عن حقد دفين للإسلام والمسلمين وعدم احترام لخصوصية الآخر وثقافته·
وإذا كانت الثقافة الغربية تلتزم باحترام الأديان السماوية وتدعو إلى نشر قيم التسامح والتعايش المشترك، فإن سلوك بعض الجهات يأتي مخالفا لهذه المعاني النبيلة ليكرس واقعاً مغايراً مبنيا على الإساءة للإسلام، علما أنه الدين الوحيد بين كافة الديانات السماوية الأخرى القائم على ضرورة الاعتراف بكافة الأنبياء والرسل كجزء أصيل من تعاليمه لا يستقيم إيمان الفرد المسلم إلا بها·
لا نريد أن نأخذ الغرب كله بجريرة بعض سفهائه ممن يسعون إلى زعزعة الاستقرار العالمي تحت ذريعة حرية التعبير متناسين أن الحرية تقف عند حدود الآخر، وإلا باتت تعدياً على حقوقه وانتقاصا من قيمته· وعندما نقول إن مثل تلك الإساءات المتكررة من شأنها أن تسمم العلاقات بين المسلمين والغرب وتزعزع بذلك الاستقرار العالمي، فإننا لا نطلق الكلام جزافا بل ننطلق من واقع المسلمين في العالم الذي يصل عددهم إلى أكثر من مليار نسمة، فضلاً عن كونه أحد أكثر الديانات انتشاراً ويوجد عدد كبير من المسلمين داخل أوروبا· وبالطبع فإن النيل من مشاعر المسلمين عن طريق التشهير برموزهم المقدسة قد يحدث ردود فعل، ربما لا تريد دولة مثل الدانمرك أن تشهدها· ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه السلطات الدانمركية أن تتدخل وترغم الصحيفة سيئة السمعة على الاعتذار لكافة المسلمين واجهت المسألة باستخفاف ملفت·
إبراهيم بلحمانية- المغرب