لا يوجد نص واحد من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها يمكن أن يساند قيام مجلس عينه الاحتلال الأميركي في العراق، ويبرر شغل مقعده في الجامعة بواسطة شخص عينه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر كوزير لخارجية العراق المحتل· وتتجلى عبثية القرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب يوم التاسع من سبتمبر الجاري، في أن مجموعة من الأشخاص تسير في كنف قوات الاحتلال، يعين من خلالها الحاكم الأميركي وزير خارجية ليس له سلطات، ثم بقدرة قادرة يقرر مجلس الجامعة برئاسة مصر العظيمة أن يشغل هذا الشخص مقعد العراق الدولة العربية العريقة· ولن يستطيع أحد من جهابذة السياسة والقانون في الجامعة العربية أن يفهم كيف يكون تمثيل العراق مؤقتا، كما قرر واحد وعشرون وزيرا· لقد كان أولى بمجلس الجامعة الموقر أن يدعو بريمر لشغل مقعد العراق وتمثيله، تيمنا بسابقة حضوره ملتقى البحر الميت دون أدنى اعتراض، بدلا من التخفي وراء وزير خارجية جرى تحضيره على النحو الذي نعرفه جميعا· أيها السادة إن ذلك القرار الصادر من مجلس الجامعة هو بمثابة تكريس للاحتلال الأميركي وخضوع لإرادته، ومعناه أن إرادة الجامعة أصبحت رهينة هي أيضا لسلطان الإرادة الأميركية·
إبراهيم يسري - القاهرة