شح المياه يهدد العالم... وأستراليا متحمسة لتصدير اليورانيوم إلى الهند
حصيلة الخسائر الأميركية والعراقية بعد ثلاث سنوات من الحرب على العراق، وكيفية مواجهة أزمات المياه، وخطر انتشار الأوبئة العالمية، وموقف أستراليا من تصدير اليورانيوم إلى الهند... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية.
ثلاثة أعوام على غزو العراق
خصص "هارون صديقي" مقاله المنشور يوم الأحد الماضي في "تورنتو ستار" الكندية، لرصد المشهد العراقي بعد مرور ثلاث سنوات على الغزو الأميركي. الكاتب يرى أن الخسائر الناجمة عن الحرب الأميركية على العراق تمتد لتطال جوانب سياسية واستراتيجية واقتصادية، كما أن هذه الخسائر تطال الولايات المتحدة نفسها وتلحق الضرر بعلاقات واشنطن مع بلدان العالم الإسلامي الذي يشكل ساحة رئيسية في الحرب الأميركية على الإرهاب. وبالنسبة للخسائر البشرية فقد بلغت حصيلتها في صفوف القوات الأميركية 2300 جندياً، بينما خسر العراقيون 38 ألف نسمة على الأقل، ناهيك عن أن البنى التحتية العراقية كمحطات الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي لا تزال أسوأ مما كانت عليه قبيل الحرب. وبلغت تكلفة مواجهة عمليات التمرد 300 مليار دولار، والمستفيد الأكبر منها هم العاملون في مجال الصناعات الدفاعية، المقربون من الرئيس بوش. وحسب الكاتب، تحول العراق إلى دولة فاشلة، لم تنجح القوات التي احتلتها في توفير الأمن لها. ومع تدهور الأوضاع الأمنية يحتمي العراقيون بمليشياتهم وعشائرهم، وهي ظروف تجعل من الصعب تطبيق الديمقراطية. الكاتب يرى أن انسحاب الأميركيين من بلاد الرافدين، أو على الأقل تحديد موعد للانسحاب، لن يفاقم الأمور، بل سيخفف من حدة الحرب بين أميركا والإسلاميين المتشددين داخل العراق وخارجه.
حافظوا على المياه
بمناسبة انعقاد "منتدى المياه العالمي" في المكسيك (16-22 مارس الجاري)، وتحت عنوان "حافظوا على المياه من أجل المستقبل"، كتب "كيفن ويتكينز" يوم الجمعة الماضي مقالاً في "إنترناشونال هيرالد تريبيون" رأى خلاله أن كل منطقة في العالم تعاني من مشكلات تتعلق بالمياه، على سبيل المثال في باكستان والهند، وخلال العقود الثلاثة الماضية أدى الاعتماد على المياه الجوفية في الري إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية بمقدار 30 متراً، وكلما انخفض المنسوب، زادت تكلفة سحب المياه، مما يؤثر سلباً على المزارعين الفقراء، إضافة إلى خطر نقص المياه وما ينجم عنه من مشكلات كتمليح التربة، وإلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية، وخاصة أن ربع إنتاج الهند من القمح يعتمد على الري من مصادر مياه غير متجددة. "ويتكينز" وهو مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية، أشار أيضاً إلى أن عدد من يعانون شح المياه في العالم والبالغ عددهم 700 مليون نسمة سيتزايد خلال الخمسة والعشرين عاماً المقبلة ليصل إلى 2.2 مليار نسمة، وسيتأثر بشح المياه أكثر من نصف سكان جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء. كما أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي خلال القرن المقبل إلى تناقص معدلات هطول الأمطار بمقدار الربع، وهو ما سيلحق الضرر بالتنمية البشرية في هذه المنطقة. وفي شتى بقاع العالم تتعرض مصادر المياه إلى الاستخدام أو الاستغلال المفرط، ما يدعو إلى صياغة نموذج جديد لإدارة المياه في القرن الحادي والعشرين لكن كيف؟ أولى الخطوات تتمثل في الامتناع عن استهلاك المياه كما لو لم يكن ثمة غد أو مستقبل، أي ضرورة استخدام المياه بكفاءة عالية، واستهلاكها بمعدلات لا تضر أو تدمر البيئة، وضمن هذا الإطار يأتي شعار "منتدى المياه الرابع" في المكسيك وهو "الإدارة المتكاملة لمصادر المياه"، ما يعني أن الحكومات بحاجة إلى إدارة استهلاك المياه آخذة في الاعتبار أهمية مصادر المياه لخدمة المصلحة العامة.
خطر الأوبئة
يوم أمس الاثنين نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية مقالاً أتش. تي. غورانسون الخبير الأميركي السابق في وكالة "مشروعات البحوث الدفاعية المتقدمة"، رأى خلاله أن العالم يعيش كل عام لحظات تذكره بأن خطر انتشار الأوبئة بات وشيكاً، ففي عام 2003 كان الخطر متمثلاً في "سارس"، والآن يعيش العالم هواجس انتشار أنفلونزا الطيور بشكل وبائي يعيد أجواء انتشار فيروس مشابه أودى عام 1914 بحياة 30 مليون نسمة. صحيح أن هناك مخاوف من انتشار أنفلونزا الطيور بين البشر، على نحو جعل البعض يتنبؤون بأنه ربما يكون القاتل العالمي القادم، لكن ثمة كثيرا من الأوبئة المحتملة التي لا يقتصر سبب انتشارها على الفيروسات، بل إن سبب انتشارها هو طفيليات وأنواع من البكتريا، وستكون خسائرها الاقتصادية والبشرية أكثر من أي حرب سابقة. على سبيل المثال يصيب طفيلي الملاريا 300 مليون شخص حول العالم، ولا يزال القاتل الأكبر بالنسبة للأ