قبل عدة أيام أوردت الصحف الإسرائيلية على صفحاتها الداخلية خبراً صغيراً مفاده، أن وزيرة المعارف الإسرائيلية ليمور ليفنات (وهي يمينية متطرفة) فرضت على المدارس اليهودية والعربية داخل الخط الأخضر لغة تعليمية جديدة تهدف إلى تعليم الطلاب الهجرات اليهودية بأسمائها وأشكالها المختلفة· وتتضمن الخطة نحو مئة مصطلح من تراث اليهود والصهيونية، كوثيقة الاستقلال، وقانون العودة اليهودي، والحق في المساواة، والنشيد القومي الإسرائيلي هتكفا ، وعلم الدولة ورمزها، ومؤسساتها الرئاسية والبرلمانية وسلطاتها القضائية والتشريعية والتنفيذية والانتخابات··· على أن يكون هذا المقرر إلزامياً يمتحن فيه الطلاب· وبالطبع سيتم وفق الخطة تلقين الطلاب دروساً في تاريخ أرض فلسطين دون أي ذكر للشعب الفلسطيني قبل الهجرة وبعد الاحتلال والنكبة·
فالخطة الجديدة تهدف في جوهرها إلى تهويد الإنسان الفلسطيني بسلخه عن تاريخه وتراثه، وذلك بإلغاء ما قامت به الدولة العبرية قبل خمسين عاماً ونيف، من عمليات طرد وتشريد وقتل لآلاف الفلسطينيين، وما أحدثته من تدمير لقراهم ومدنهم·
وتتزامن الخطة اليهودية الجديدة مع الدعوة الأميركية التي أطلقها الرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر لعدد من الدول العربية بضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية، وحذف النصوص التي تدعو إلى التحريض والإرهاب ، حيث تتم حالياً إعادة صياغة المناهج التعليمية في العراق، وإعادة النظر في المناهج التربوية والتعليمية لدى عدد من الدول العربية الأخرى·
بالمقابل نجد أن شمعون بيريز يدعو في إطار مشروعه نحو شرق أوسط جديد ، للتوصل إلى صيغة برنامج موحد للشرق الأوسط، بحيث يتم تجهيزه بالكامل بواسطة الكمبيوتر وتحت إشراف إسرائيل، الأمر الذي يعني أن الحكومة الإسرائيلية تسعى بكل الاتجاهات لأسرلة التعليم وفرض سيطرتها عليه· بحيث يتم تلقين أبنائنا تعاليم إسرائيل وبالطريقة التي تريدها هي· ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث لأبنائنا إن تم هذا المشروع حقاً، وكيف سيكون حالنا نحن أمة العرب التي كانت يوماً ما منارة للعلم والأدب والأخلاق؟ وهل يمكن وضع القانون حالياً والاعتراف بما يفعله اليهود، كما تمنى بن جوريون ذات يوم؟
غسان خروب - أبوظبي