ملامح
18 يناير 2007 17:25
الصحافة الدولية
خطوط تركية حمراء تجاه العراق... ومساعٍ لدعم السلام بين الهند وباكستان
دعوة للبرلمان التركي من أجل ترجيح العقل إزاء موضوع العراق، وبوادر على بداية عودة الدفء إلى العلاقات الهندية- الباكستانية، وتحديات تحقيق الوحدة بين دول منظمة "آسيان" ... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية.
تركيا والعراق:
خصصت صحيفة "ديلي نيوز" التركية افتتاحية عددها لأمس الخميس لاستعراض "العناصر التي لا يمكن لتركيا أن تتغاضى عنها أثناء وضع استراتيجية جديدة للعراق"، وذلك في أفق الجلستين اللتين من المتوقع أن يخصصهما البرلمان التركي يومي الثلاثاء والخميس المقبلين، لمناقشة التطورات الأخيرة في العراق. أما العناصر موضوع الحديث، فقد لخصتها الصحيفة في ثلاثة أمور هي: أهمية الحفاظ على وحدة العراق الترابية، وضرورة أن يشارك جميع العراقيين من مختلف الطوائف في تحديد مصير كركوك في استفتاء "لا يجب أن يقتصر على سكان المدينة فقط"، وضرورة مواجهة "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق.
الصحيفة أقرت بضرورة استئصال "التهديد المباشر للأمن القومي لتركيا"، ولكنها لفتت إلى أهمية تحقيق هذا الهدف إما عبر جهود ثلاثية الأطراف بمشاركة قوات الاحتلال الأميركي، والعراقيين، والقوات التركية؛ أو عبر تحرك مشترك من قبل القوات التركية والأميركية؛ محذرة من أن تحركاً تركياً أحادي الجانب بدون الولايات المتحدة من شأنه أن يفضي إلى "عواقب وخيمة" ممثلة في زعزعة استقرار منطقة تتمتع بالاستقرار مقارنة مع مناطق أخرى من البلاد، والتسبب في صراع مع الولايات المتحدة التي تمثل حليفاً قوياً لأنقرة. وتخلص الصحيفة إلى أنه على أي تخطيط استراتيجي تركي أن يأخذ في عين الاعتبار استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة تجاه العراق، إضافة إلى البيان الذي صدر عن دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والولايات المتحدة، والذي طلبت فيه هذه الدول من جميع البلدان الكف عن التدخل في شؤون العراق الداخلية. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتعبير عن أملها في أن يتم تغليب العقل والمنطق في جلستي البرلمان، وألا يعمل النواب على تهييج المشاعر القومية لاستمالة الأصوات في وقت دخلت فيه تركيا سنة انتخابية.
"دعم عملية السلام":
كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "ذا هيندو" الهندية لافتتاحية عددها ليوم الأربعاء والتي خصصتها للتعليق على الزيارة التي قام به مؤخراً إلى باكستان وزير الخارجية الهندي براناب موخيرجي. الصحيفة قالت إنه بالرغم من أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو التحضير لقمة "رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي"، إلا أن نتائج اجتماعات المسؤول الهندي مع نظيره الباكستاني تشير إلى أن "عملية السلام بين البلدين توجد على المسار الصحيح"، وحققت نتائج مشجعة من قبيل الاتفاق على بدء الجولة الرابعة لعملية الحوار المشترك في مارس المقبل، وتحديد موعد لأول اجتماعات آلية محاربة الإرهاب المشتركة.
إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن المقاربة التي تتبناها نيودلهي حالياً بخصوص النهوض بالعلاقات بين البلدين الجارين تركز على الدفع باتجاه تعزيز وتشجيع الاتصالات على مستوى الأفراد بين البلدين؛ غير أنها تأسفت للقليل مما قامت به الحكومة الهندية لتجاوز "أكبر عقبة في طريق تدفق أكبر للسياح"، في إشارة إلى غياب مكاتب لإصدار التأشيرات في مومباي وكاراتشي، مرجعة سبب ذلك إلى عدم تمكن باكستان من إيجاد مكان لائق لقنصليتها في مومباي، وهو موضوع ترى الصحيفة أن على حكومة مانموهان سينغ أن تعمل على حله بسرعة، لاسيما في ضوء إلحاح باكستان على ضرورة أن تبدأ قنصليتا البلدين في إصدار التأشيرات في نفس الوقت؛ واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "تحرير التأشيرات في الجانبين شرط أساسي لتعزيز الاتصالات بين الشعبين مثلما تنادي بذلك الهند".
"آسيان" وتحديات الوحدة:
أفردت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على حصيلة قمة "منظمة "آسيان زائد ستة" (شرق آسيا) التي انعقدت مؤخراً في سيبو بالفلبين. وفي هذا الإطار، عقدت الصحيفة مقارنة بين اتفاق الأمن الطاقي الذي وقعه أعضاء المنظمة والسياسة الطاقية الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، لتخلص إلى أن "الهوة بين الاتفاقين ليست سوى مثال واحد على الطريق الطويل الذي ما زال على المنطقة أن تقطعه قبل الوصول إلى مستوى الوحدة الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي حالياً". إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أن التنافس بين اليابان والصين على الهيمنة على منطقة شرق آسيا يجعل من الاندماج الإقليمي المتعذر أصلاً أمراً أكثر صعوبة، مستنتجة صعوبة تحول شرق آسيا إلى تكتل اقتصادي أو سياسي بالنظر أن تنوع خلفيات بلدان المنطقة الثقافية والتاريخية والعرقية، إضافة إلى التفاوت الاقتصادي الكبير.
إلا أن الصحيفة اعتبرت أن باستطاعة كوريا الجنوبية أن تلعب دور اللحمة التي تحافظ على تماسك البلدان الستة عشر مجتمعة، ولكن فقط في حال تم إيجاد تسوية لأزمة كوريا الشمالية النووية على اعتبار أن "الرخاء يأتي بعد تحقيق الأمن". واختتمت بالإشارة إلى أن "بناء أي تكتل يستغرق وقتاً طويلاً جداً في حال تُرك للحكومات فقط"، مقترحة تشجيع مبادرات المواطنين ومنظمات المجتمع المدني.
"كاليفورنيا والوقود النظيف":
هكذا عنونت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء والتي أفردتها للحديث عن الجهود التي يقوم بها حالياً حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية الجمهوري أرنولد شوارزينيغر بهدف "محاربة ارتفاع حرارة الأرض، وسد الفراغ الذي خلفه الرئيس الأميركي جورج بوش بخصوص معضلة تغير المناخ". وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن حاكم كاليفورنيا أصدر الأسبوع الماضي مرسوماً يعد الأول من نوعه في العالم الذي يؤسس للحد من انبعاث الكربون من الوقود المخصص للنقل، مضيفة أن المرسوم، الذي من المرتقب أن يدخل حيز التنفيذ العام المقبل، يروم تقليل محتوى الكربون في الغازولين والديزل والإيثانول وأنواع أخرى من الوقود بعشرة في المئة بحلول عام 2020.
الصحيفة اعتبرت أن نموذج كاليفورنيا يشكل درساً مهما لكندا، "التي تجاهلت كثيراً الدور الذي يمكن أن تضطلع بها الشركات النفطية في محاربة الاحترار الأرضي، في وقت كانت تضع فيه العبء كله على كاهل شركات صناعة السيارات من أجل تحسين فاعلية الوقود بالنسبة لسياراتها". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر وجه دعوة مؤخراً لحاكم كاليفورنيا لزيارة "أوتاوا" قصد الحديث حول ارتفاع حرارة الأرض والجهود الرامية إلى محاربته، مضيفة أنه حينما يلبي شوارزينيغر هذه الدعوة، "فإنه يجدر بهاربر الإصغاء جيداً لضيفه".
إعداد: محمد وقيف