نسأل: هل استطاع التنوير الغربي أن يتلافى حروب الانفصال الأميركية والحربين العالميتين، وحرب فيتنام، وحرب البوسنة والهرسك··· أم أن الحروب هي من منجزات التنوير فعلاً؟
أليس التنوير الغربي خيالاً أو حلماً لم يتحقق، أو حسباناً نظرياً لم يتيسر عملياً سوى تحقيق بعض منه، أو ربما لن يتحقق حتى بعضه؟ لقد صار التنوير مرادفاً للتقدم العلمي-التكنولوجي، ولكن الذي أهمل وتخلف عن الركب -وهو مطلب آخر للتنوير- هو تهذيب الإنسان ليصبح كائناً أخلاقياً بالتربية والتعليم وتنمية أخلاقه ليتحقق له الإحساس الواعي بالحدود التي يضعها لنفسه· ولهذا فإن التديّن اليوم بالنصرانية شرط لازم حتى لا يحطم التنوير نفسه بنفسه· وإذا كان السياسي الغربي اليوم يشعر أن دينه مقوم ومصحح لمسيرة التنوير ، فكيف يسمح لنفسه بأن يوصي المسلمين بترك الإسلام، وانتهاج طريق الغرب الذي لا يمتلك غير التنوير مشروعاً آخر؟ هذا في الوقت الذي كان الإسلام ولا يزال الإطار الذي يتسع لكافة أشكال التطوير والعلوم والبحوث·
ولنا أن نسأل مفكري الغرب: ما الذي أتى به صـــراع الفكــر الأوروبي
-حقاً- منذ عهود الإغريق حتى اليوم، مما لا يجده الفرد والمجتمع في الإسلام؟
عبدالله إبراهيم- أبوظبي