أعتقد أن حازم صاغية كان مصيباً الى حد كبير حين تحدث في مقاله "القاعدة: في صعود أم هبوط؟"، (الاتحاد، الثلاثاء 3 ابريل 2007)، وذلك حين خلص الى أن الأحداث الأخيرة في "المثلث السني" بالعراق، وعلى طول الحدود الباكستانية- الأفغانية... توحي بأن "القاعدة" بدأت تخسر قلوب السكان المحليين وعقولهم. وربما ليس مصادفة أن تنقل تقارير من وزيرستان خلال الايام الأخيرة أنباء حدوث مواجهات بين السكان المحليين هناك وبين مقاتلي "القاعدة"، وفي الوقت ذاته تتحدث تقارير أخرى عن قتال عنيف بين "القاعدة" وبين القبائل العراقية في محافظة الأنبار. وكما نعلم فقد وجدت "القاعدة" في وزيرستان وفي الأنبار من يحتضنها ويحميها ويغطي على أنشطتها وقتاً طويلاً من الزمن، لكن هاهو التناقض الحقيقي يطفو على السطح، إذ بدأ السكان يكتشفون "القاعدة" على حقيقتها، أي كتنظيم يريد توسيع سيطرته مستخدماً أسلوب القوة والعنف وتصفية كل من يختلف معه في الرأي أو يحاول الوقوف في طريقه! وكما نعلم، فإن عددا من شيوخ العشائر في العراق تعرضوا للتصفية على أيدي "القاعدة" بعد أن ظلت في ضيافتهم لوقت طويل، لكن بمجرد أن أبدوا اختلافاً معها، كان مصيرهم القتل. ولأن ذلك جزء من طبيعة "القاعدة"، والتي أضحت واضحة للجميع، فإن الهبوط وليس الصعود هو منحنى الحالة الراهنة لذلك التنظيم الدموي الذي يسير نحو نهايته! جاسم علي- أبوظبي