ارتفعت حدة النداء الأميركي بالتطبيع مع إسرائيل، وكأن العرب يسارعون نحوه ويتسابقون إليه. لو عمّت هذه الخطوة الدول العربية، فستعاني المنطقة مشكلات عدة بسبب عدم قبول الشعوب العربية للتطبيع. الشعوب لها ثقلها وكلمتها، خاصة في وقت ذاقت تلك الشعوب مُرّ التجارب مع إسرائيل التي لا ميثاق ولا عهد لها. والتطبيع معناه اندماج الشعوب العربية مع الشعب الإسرائيلي في المعاملات، فهل سترضى الشعوب العربية بهذا الاندماج؟! هذا من المستحيل، فقلة قليلة هي التي سترضى بهذا الاندماج، والغالبية العظمى من الشعوب العربية، لن تتاجر ببيع أو شراء مع الإسرائيلي، ولن تتعامل معه بأي لون من ألوان المعاملات، ولو أجرينا استطلاعاً للرأي عن هذا الجانب لوجدناه بالسلب بكل تأكيد. ولذلك فإن النداءات المتكررة بالتطبيع لون من ألوان العبث الذي لا فائدة منه إلا تضييع الوقت والسعي وراء السراب، ومهما قدّم المشجعون على التطبيع من تبريرات واهية أو كاذبة، فما عاد أحد يُصدِّق الأكاذيب، فالشعوب قد أفاقت من غفلتها واستيقظت من نومها ورشدت وعرفت، بعد توالي الأكاذيب المختلفة التي أشعلت حروباً بلا مبرر، ولذلك لن تنطلي عليها أكاذيب أخرى وعلى رأسها "الأكذوبة الكبرى" أكذوبة التطبيع والتي ستقدم لتلك الشعوب على أطباق من بلور على أن النجاة من الفقر والمرض والجهل والكوارث بل ومن الزلازل والبراكين والعواصف الهائلة والفيضانات المدمرة ستكون على مائدة التطبيع. ولا جدوى من التطبيع مع إسرائيل التي تضمر كل شر للمسلمين والعرب على السواء، ولم يُعرف منها عبر تاريخها حيال العرب إلا المذابح والتصفيات الجسدية والقلاقل والفتن، ودولة بهذا التاريخ ليس من أجندتها تطبيع ولا سلام. وعليه فلنرح أنفسنا من تلك النداءات، ولنواجه إسرائيل بواقعها لا ببرقعها الذي يخفي خلفه الخيانة والغدر. سليمان العايدي - أبوظبي