في الوقت الذي تتواصل الدعوات وتبذل الوعود والالتزامات والتعهدات الفلسطينية بإقرار هدنة شاملة مع إسرائيل وإنهاء ما يسمى الفوضى الأمنية أو فوضى السلاح ، فإن حكومة الاحتلال الصهيوني تواصل بحماس شديد مسلسل الاغتيالات القذرة المخالفة لكل الأعراف والقوانين والشرائع، بدءاً من القصف بصواريخ الطائرات للمنازل والسيارات، وصولاً الى تدمير وهدم منازل الفلسطينيين فوق رؤوس ساكنيها عمداً ومع سبق الإصرار، بتهمة أنهم مقاومين لا حقوق لهم في عرف عصابة تل أبيب·
ولا تكتفي إسرائيل بإرهاب الدولة المنظم والمتواصل على مدار الساعة، وإنما تعمل بكل جهد ودأب على إكمال بناء الجدار العنصري الفاصل الذي يلتهم أراضي الضفة ويصادر الكثير منها ويحرم الفلسطينيين من المياه، بل وتحاول ابتزاز الحليف الأميركي مقابل تعديل جزئي في مسار الجدار، وذلك في تحد سافر للرفض الأميركي والدولي لهذا الجدار واثاره الكارثية على المستقبل الغامض لعملية التسوية·
يحدث ذلك بينما توجد أمم متحدة تمثل الشرعية الدولية ومجلس أمن يتحدث باسم القانون الدولي، وقد أصدر عشرات القرارات ضد سياسات العدوان والاحتلال الإسرائيلية لم تجد طريقها الى النور·· وأخيراً لجنة رباعية دولية تجمع كبار العالم أقرت خريطة طريق لتحقيق التسوية السلمية للصراع، وتراها تحتضر بقوة في نزعاتها الأخيرة·· ولا يعلم أحد إن كان اجتماع اللجنة يوم الجمعة المقبل سيسفر عن شيء في هذا المجال، أم أنه سيمثل استمراراً للعديد من الاجتماعات التي أصدرت عشرات البيانات من دون أن ترافقها أي آلية للتنفيذ·
الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون صاحب المحاولة الشهيرة التي كادت تنجح لإنهاء الصراع سلمياً، حدد بالأمس نقاط الحل كما يراها من واقع خبرته ومعايشته للتفاصيل الصغيرة للأزمة لعدة سنوات·
قال كلينتون إنه لابد أن تقدم إسرائيل ما سماه تنازلات إذا كانت معنية بالسلام·· وعليها أن تفهم أنها قد تضطر لـ التنازل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويجب إحضار قوة متعددة الجنسيات الى المنطقة لتطبيق الاتفاقيات·
بنود محددة·· تصحبها آلية تنفيذ ملزمة·· قيلت بلغة واضحة يفهمها العالم كله، ولكنها لغة لا تفهمها عصابات إسرائيل التي لا تعرف سوى لغة الإرهاب والعنف وإراقة الدماء ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة·
وهي كذلك لأنها لا تجد من يردعها، لأنها لأسباب يعرفها الجميع لا تتوفر لدى المجتمع الدولي النية أو الإرادة الحقيقية لردعها·
الاتحاد