تعقيباً على جون هيوز: الدبلوماسية أم جراح الغزو؟!
قرأت مقال "أميركا ودروس أزمة البحارة البريطانيين"، لكاتبه جون هيوز، في عددكم ليوم الجمعة الماضي، وقد لفت نظري فيه أمران؛ أولهما إشارته الدقيقة إلى إحدى مفارقات التورط الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، وهي القيام بشن حرب على العراق الذي ثبت أنه لم يكن يمثل تهديداً نووياً لأحد، بينما يبدو من المستبعد اليوم أن تقدِم واشنطن على توجيه ضربة ضد إيران التي أثبتت عزماً وجديةً في سعيها لحيازة السلاح النووي!
أما الأمر الثاني، فهو الدروس المستخلصة من أزمة احتجاز البحارة البريطانيين لدى السلطات الإيرانية، والتي أكدت على محدودية الخيارات العسكرية وقلة فاعليتها في إيجاد مخرج من أزمات كهذه. ومن ذلك ينتهي الكاتب إلى نتيجة تبعث على التفاؤل إذ يقول: "وعلى رغم الغموض الكثيف الذي يلف القيادة الإيرانية، وصعوبة التكهن بسلوكها وردود أفعالها، إلا أن الواضح هو أنه لا يزال في مقدور الدبلوماسية الناجعة الحكيمة، فل عزم المغالاة والعناد الإيرانيين"!
وما لم يشر إليه الكاتب هو أن واشنطن، خاصة في عهد اليمين المسيحي المتطرف الذي يحكمها حالياً، لم تتحل يوماً بالصبر أو روح التحمل إزاء خصومها الخارجيين طالما كانت قادرة على تحقيق أهدافها والتخلص منهم باستخدام القوة. أما الذي يجعلها الآن تتمسك بالخيار الدبلوماسي إزاء إيران كل هذا الوقت، فهو جراحها التي لم تندمل من جراء غزوها للعراق... ولا شيء آخر غير ذلك، فالإمبراطوريات الكبيرة لا تتحمل السلوك المغامر والاندفاع العشوائي بلا حدود، كما يمارس جورج بوش ومحافظوه الجدد!
السيد نور - أبوظبي