سراب السلام مع إسرائيل
على ما يبدو أن كلمة "شالوم" العبرية لها معنى مختلف عند الإسرائيليين عن كلمة "سلام" العربية، مع أن كلتيهما تحمل المعنى نفسه. وفي البداية نقول إنه لا يوجد سلام عربي بل هناك سلام إسرائيلي- مصري، وسلام إسرائيلي- أردني.. وهكذا. يجب ألا نترك التاريخ يسجل علينا أننا فشلنا في الحرب وفشلنا في السلم نتيجة استعمالنا لبعض الاصطلاحات التي تُسقط من أيدينا كل أوراقنا، وتجعلنا ننزلق في حُفر هي بمثابة مطبات خطرة في حياة العرب.
إن دولة ترمي قنبلة وزنها 1000 كجم على السكان الآمنين هي دولة لا تريد السلام، ودولة تزرع مناطق بكاملها بقنابل عنقودية تنفجر عند اقتراب الناس منها، هي دولة لا تريد السلام، وقد تعلقت هذه القنابل على أشجار الزيتون تنتظر من يقطفها حتى تنفجر لتسبب له عاهة في جسمه.
أعتقد أن أميركا شاهدت كل ذلك، ولم يصدر منها أي تعليق لأنها المزود لهذه القنابل، والتي هي أخطر من البرامج النووية التي تحذر أميركا وإسرائيل من خطرها على الشرق الأوسط. وإذا كان هؤلاء يريدون السلام على طريقتهم، فنحن نقول إن الأزمة وبقاءها أفضل من الحل السيئ الذي يريدوننا أن نوافق عليه، خاصة أن وجه إسرائيل الحقيقي بدأ يتكشف، وتتحول من "الدولة البريئة" إلى الدولة المعتدية، ومهما حاولت استعمال كلمات من قاموسها المتعفن، فالنتيجة معروفة، وهم يعرفون حقيقتها مهما طال الزمن، ومهما قست الظروف.
هاني سعيد - أبوظبي