ألعاب "بوتين" الخطرة... ومقترحات "مخادعة" لمشكلة الهجرة سياسات "بوتين" الخارجية، ودعوة بوش لعقد قمة خاصة تحضرها أميركا لمناقشة التغير المناخي، والمقترحات الجديدة بشأن الهجرة في بريطانيا، موضوعات نسلط عليها الضوء من خلال هذا العرض الأسبوعي للصحف البريطانية. * "بوتين يمارس ألعاباً خطرة": هكذا عنونت "آن أبلباوم" مقالها المنشور في" الديلي تلغراف" أول من أمس الثلاثاء، والذي تقول فيه إنها قد قامت بزيارة معرض موسكو للكتاب، ولاحظت أن نوعية الكتب هناك تركز في معظمها على تمجيد التاريخ الروسي وتمجيد أبطال الحرب، والطيارين الروس، بل وتمجيد ستالين صانع النصر العظيم بالإضافة إلى العديد من الصور للنجوم الحمراء والمطرقة والمنجل التي تشكل مكونات العلم السوفييتي الشيوعي. وتعتقد الكاتبة أن تلك المظاهر التي شهدتها في معرض الكتاب لا تعني أن روسيا مقبلة على فترة جديدة من الستالينية، ولكنها تدل على انبعاث موجة جديدة من التقديس لروسيا في عهدها الإمبراطوري، وهي موجة يرعاها الكريملن لأنها تدعم السياسات الخارجية التي يتبعها الرئيس فلاديمير بوتين في الوقت الراهن، والتي تقوم على توجيه التهديدات للدول المجاورة التي كانت تدور في الفلك السوفييتي، والتلويح بقطع إمدادات الطاقة عنها، ومقاطعة بضائعها بل والذهاب إلى حد التهديد بإعادة النفوذ الروسي لتلك الدول شاءت أم أبت. وترى الكاتبة أن هدف بوتين من ذلك هو حشد الدعم الشعبي له أو لخليفته، بيد أن السياسات التي يتبعها، يمكن أن تترتب عليها نتائج وخيمة منها تأجيج الروح القومية لدى الروس الذين يشكلون نسبة لا يستهان بها في بعض تلك البلدان ودفعهم إلى ممارسة العنف من أجل تأكيد وجودهم كما حدث في أستونيا مؤخراً، التي شهدت أعمال شغب ومواجهات عديدة بين الشرطة الإستونية والسكان من أصول روسية بسبب قرار حكومة ذلك البلد نقل نصب تذكاري يخلد الحرب من مكانه إلى مقبرة قريبة. وتقول الكاتبة إن القلاقل وأعمال العنف اندلعت في أستونيا هذه المرة، ولكنه يمكن في المرة القادمة أن تندلع في روسيا ذاتها، وأن على بوتين إدراك أنه يمارس ألعاباً خطرة يشك الكثيرون في أنه يعرف قواعدها. * "بوش يتحرك وعلى قمة الثماني أن تدفعه قدماً ": اختارت "الأوبزيرفر" هذا العنوان لافتتاحيتها المنشورة يوم الأحد الماضي، التي أشارت فيها إلى تصريح أدلى به جورج بوش في الأسبوع المنصرم، وقال فيه إنه يريد عقد قمة عالمية عن التغير المناخي. وقالت إن تلك الدعوة كانت ستلقى ترحيباً، لو كانت قد جاءت في وقت أبكر من ذلك خصوصاً وأن معظم دول العالم قد حددت أهدافاً لتخفيض نسبة الانبعاثات الغازية بها في حين تأخرت الولايات المتحدة كثيراً عن ذلك والسبب هو أن تلك الدول، قد وقعت على بروتوكول "كيوتو" في حين رفضت الأخيرة التوقيع عليه. وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يدفع بوش في الوقت الراهن نحو الدعوة إلى عقد قمة عالمية حول موضوع التغير المناخي. وأجابت بالقول إن ذلك يرجع إلى احتقار إدارة بوش، منذ أن جاءت إلى الحكم، لكافة الاتفاقيات الدولية.. وأن ذلك الاحتقار هو الذي دفعها على سبيل المثال لرفض بروتوكول "كيوتو" ليس بسبب أن صيغة البروتوكول تتضمن عيوباً كما تقول، ولكن لأنها -في عهد إدارة بوش- تريد أن تنأى بنفسها عن الأمم المتحدة، التي ترى واشنطن أنها تحيك المؤامرات ضد أميركا، كما أنها تشكل في بعض الأحيان حجر عثرة في تنفيذ مخططاتها في مجال السياسة الخارجية على وجه الخصوص. علاوة على أن أميركا تعرف أنها أكبر دولة ملوثة في العالم، وأن انضمامها إلى ذلك البروتوكول كان يشكل ضغطاً شديداً على قطاعها الصناعي. ودعت الصحيفة -مع ذلك- قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى إلى الترحيب بإعلان بوش عن رغبته في عقد قمة لمناقشة موضوع التغير المناخي على أن ينتهزوا فرصة عقد قمة الدول الثماني الكبرى لإقناعه بتحويل اقتراحه إلى تعهد واضح والتزام محدد يتعين أن يضعه موضع التنفيذ في وقت قريب بدلاً من تأكيد مخاوفه من أن المحادثات البيئية التي جرت حتى الآن في العديد من المؤتمرات التي عقدت في ذلك الصدد، لم يكن الهدف منها سوى إثبات أن أميركا على خطأ. * "الهدف المشترك والتلاحم الوطني": في افتتاحيتها المنشورة أمس الأربعاء تحت هذا العنوان تناولت "الإندبندنت" موضوع الاقتراحات التي تقدم بها وزير الهجرة أول من أمس في بريطانيا بخصوص تحسين قوانين ونظم الهجرة، ووصفتها بأنها غير فعالة وتفتقر إلى التماسك. وأشارت الافتتاحية إلى أن تلك المقترحات تعتمد نظاماً جديداً للهجرة يطلق عليه "نظام علاوات النقاط"، بمعنى أن يتم منح القادمين الجدد نقاطاً معينة توفر لهم "مزايا" للاستقرار في بريطانيا، كما توفر "حوافز مالية" للمواطنين الفاعلين، كما تتضمن الاحتفال بيوم يطلق عليه "يوم بريطانيا". وقد أعربت الصحيفة عن عدم موافقتها على تلك المقترحات ووصفتها بأنها"وصائية" و"تسلطية" و"متعالية" و"مخادعة" و"مضللة".. ولم تقتصر الصحيفة على ذلك حيث وصفت نظام "علاوات النقاط" بأنه يشبه نظام "بطاقات الولاء"، وهي تلك البطاقات التي يمنحها سوبرماركت معين لزبائنه يمنحهم فيها خصماً بنسبة معينة على مشترياتهم اللاحقة. وأضافت الصحيفة أن هذا النظام، وإن صلح في مجال التجارة، فإنه غير صالح للتطبيق على سياسة هجرة في دولة كبرى كبريطانيا، وأن من يضعون سياسات الهجرة، أو يتقدمون بمقترحات لإصلاحها، لابد أن يراعوا نقطة في غاية الأهمية ألا وهي تماسك النسيج الاجتماعي لا أن يعتمدوا سياسات واقتراحات تفوح برائحة الشوفينية وتشجع على المزيد من الفصل بين مكونات المجتمع المختلفة، كتلك الاقتراحات التي قدمها وزير الخزانة "جوردون براون" مؤخراً، وقال فيها "إن وظائف البريطانيين يجب أن يشغلها البريطانيون"، مما يعني أن الدولة يجب ألا تسمح للمهاجرين بشغل تلك الوظائف، مما يؤدي إلى نشر مشاعر مسمومة بين الوافدين الجدد، مؤداها أن بريطانيا تريد منهم أن يتلقوا أولاً تعليماً شاملاً على القيم البريطانية حتى يستحقوا شرف الاستقرار فيها. إعداد: سعيد كامل