الصحافة الدولية
ذكرى حرب 67 في عيون يابانية... وأجندة "طموحة" لقمة "الثماني"
حرب 1967، وقمة مجموعة الثماني في ألمانيا، والأوضاع "الصعبة" في أفغانستان، وتأثير ارتفاع قيمة العملة الكورية الجنوبية على الاقتصاد المحلي... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية.
ذكرى حرب 67:
أفردت صحيفة "تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأمس الخميس لقراءة في واقع الصراع العربي- الإسرائيلي بمناسبة ذكرى مرور أربعين عاماً على حرب 1967 بين العرب وإسرائيل، حرب -تقول الصحيفة- إن "ستة أيام" كانت كافية لحسم نتيجتها، وسيطرت على إثرها إسرائيل على 108780 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، ما يقارب ضعف مساحة إسرائيل قبل الحرب بثلاث مرات، وكلفت 159 قتيلاً في صفوف الإسرائيليين، و15000 في صفوف العرب.
الصحيفة قالت إن تكلفة أربعين عاماً من التوتر كانت باهظة جداً، إذ إضافة إلى آلاف الأرواح التي فُقدت ثمة مليارات الدولارات التي أُنفقت على الأمن والدفاع بدلاً من أن ترصد لتلبية الاحتياجات الإنسانية، والجهود الدبلوماسية الضائعة التي بُذلت في المفاوضات، والتأثير النفسي على الإسرائيليين والفلسطينيين بسبب العيش في الخوف والقمع لعقود عدة. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن الأساس الوحيد لسلام دائم هو حل الدولتين. وفي هذا السياق، قالت إن على إسرائيل الاستعداد "للتنازل عن مزيد من الأراضي التي سيطرت عليها في 1967، ونقل المزيد من المستوطنات حتى تصبح الدولة الفلسطينية بلداً حقيقياً، وليس مجرد أراضٍ متناثرة موحدة بالاسم فقط". بالمقابل، رأت الصحيفة أن على الفلسطينيين ودول عربية أخرى اتخاذ إجراءات تضمن عدم استعمال أراضيهم لمهاجمة إسرائيل، مستنتجة أن "السلام الحقيقي" هو تعاون على جميع البلدان أن تشارك فيه. أما بخصوص القدس، فدعت الصحيفة إلى أن تصبح مدينة دولية "تتمتع فيها كل الديانات بحرية الممارسة وحيث لا يكون لدين معين سلطة على الأديان الأخرى".
"قمة معولمة":
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحية عددها لأمس الخميس في إشارة إلى قمة الثماني التي انطلقت أشغالها أمس بألمانيا؛ موضحة أن قمة هذا العام تنعقد تحت شعار "النمو والمسؤولية"؛ إذ ترى ألمانيا -مستضيفة القمة- أن على البلدان الكبيرة النامية التي تشهد معدلات نمو سريع اقتسام مسؤولية التعاطي مع المشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجه العالم. كما قالت الصحيفة إن ألمانيا اختارت أجندة طموحة لهذه القمة التي يطغى عليها موضوعا تغير المناخ وإفريقيا. فبخصوص تغير المناخ، رأت الصحيفة أن إعلان الولايات المتحدة قبل القمة عن "إطار عالمي جديد" كبديل لعملية الأمم المتحدة يتناقض مع أفكار معظم دول العالم؛ غير أنها لم تستبعد مع ذلك إمكانية إحراز تقدم على هذا الصعيد. أمام بخصوص مشاكل إفريقيا، فقالت إن مجموعة الثماني، باعتبارها نادياً نخبوياً، توجد تحت ضغوط متزايدة للوفاء بتعهداتها السابقة تجاه القارة. وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بأن دول المجموعة كانت تعهدت في القمة التي احتضنتها بريطانيا عام 2005 بزيادة المساعدات المخصصة لإفريقيا بـ25 مليار دولار في أفق 2010.
إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن قرارات القمة تؤثر على العالم بأسره بالنظر إلى الوزن السياسي والاقتصادي لمجموعة الثماني، مضيفة أن على الدول المتقدمة في العالم أن تتحمل مزيداً من المسؤولية بخصوص الجهود الرامية إلى تضييق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة؛ حيث دعت هذا النادي، الذي يضم ثلثي ثروة العالم تقريباً وثُمن سكانه فقط، إلى بذل جهود أكبر من أجل تشجيع توازن اقتصادي عالمي.
"أصغوا لمنتقدي المهمة الأفغانية":
رسمت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية في افتتاحية عددها ليوم الاثنين صورة قاتمة للأوضاع في أفغانستان، ولاسيما الأوضاع الإنسانية، ومن ذلك ما نقلته عن البنك الدولي من أن 7 ملايين شخص "مهددون بالمجاعة" في أفغانستان، وذلك بعد ست سنوات على قيام الولايات المتحدة وحلفائها بإسقاط نظام "طالبان"، مضيفة أن 13 في المئة فقط من الأفغان يتوفرون على الماء الصالح للشرب. كما أوضحت أن مدينة قندهار، حيث تتوفر كندا على 2500 جندي، تعاني من نقص في الأدوية وضعف التجهيزات الصحية.
الصحيفة انتقدت رد فعل حكومة رئيس الوزراء ستيفان هاربر على ما أعلنه "مجلس سينليس"، وهو مؤسسة بحثية كندية تنشط في أفغانستان، من أن جهود الإغاثة التي تقدمها الحكومة الكندية لأفغانستان والمقدرة بـ1.2 مليار دولار لا تحرز تقدماً كبيراً، وبأن مخيمات اللاجئين في قندهار "ملأى بالأشخاص الذين يتضورون جوعاً"؛ حيث وصفت الصحيفة هذا الجدل بالعقيم، مضيفة أن "طالبان" تستغل هذا الوضع في تجنيد الأنصار والمقاتلين في أوساط الأفغان اليائسين. ورأت أنه يجدر بحكومة هاربر، بدلاً من الدخول في سجالات من هذا النوع، أن تضع نصب عينيها إيجاد طرق لتحسين فعالية جهود المساعدات الكندية، وأنه على هاربر وبقية أعضاء حكومته أن يأخذوا هذه الانتقادات على محمل الجد بدلاً من نعت "مجلس سينليس" باللوبي المثير للمخاوف والمفتقر لمعلومات دقيقة.
"إضعاف العملة اليابانية":
صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية تناولت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء موضوع ارتفاع قيمة العملة المحلية الـ"وان" مقابل انخفاض قيمة العملة اليابانية الـ"ين"، وتداعياته السلبية على الاقتصاد الكوري، ومن ذلك إضعاف القوة التنافسية للسلع الكورية، والتأثير سلباً على أرباح الشركات المحلية. وهو ما يمثل أزمة حقيقية إلى درجة أن العديد من المصدِّرين الصغار والمتوسطين اضطروا إلى الإقفال بسبب فقدان المنتوجات الكورية لقوتها التنافسية أمام نظيرتها اليابانية في الأسواق الدولية.
والأدهى هو أن السلع اليابانية من قبيل الحواسيب المحمولة وأجهزة التلفاز والأجهزة الإلكترونية المنزلية بدأت تشق طريقها بقوة حتى داخل السوق الكورية نفسها، "مستغلة انخفاض قيمة الين"، إذ انخفضت أسعار هذه السلع بنسبة 30 في المئة في بعض الحالات. ونتيجة لذلك ارتفع مجموع واردات السلع اليابانية إلى كوريا بنسبة 8 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي حيث بلغ 13.48 مليار دولار. وبالمقابل، سجلت الصادرات الكورية إلى اليابان تراجعاً بنسبة 1.3 في المئة بمجموع 6.27 مليار دولار. وهو ما أدى إلى عجز في الميزان التجاري مع اليابان يقدر بـ7.21 مليار دولار. الصحيفة توقعت أن يواصل الـ"ين" الياباني انخفاضه، لتذهب إلى التشديد على ضرورة أن تتخذ الحكومة والقطاع الخاص تدابير جذرية للتعامل مع مزيد من التراجع في قيمة العملة اليابانية، ومن ذلك رفع الإنتاجية، وخفض تكلفة الإنتاج، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير.
إعداد: محمد وقيف