تناول د. سعد بن طفلة العجمي في مقاله: "عجائب الفتاوي في عصر البلاوي"، (انظر "الاتحاد" 9/6/2007)، مسألة غرائب الفتاوى التي أصبحت في الفترة الأخيرة لا تقف عند حد أو سقف، ومن أشهرها تلك المتعلقة برضاع الكبير. وما أراه هو أن انفلات الإفتاء وعدم تقنينه من طرف الحكومات العربية، حوَّل أي عابر سبيل إلى مُفتٍ لا يشق له غبار، طبعاً ممن يعرفون شعبياً بـ"مشايخ الكفتة". فأصبح أشخاص عاديون لا تبصُّر لهم بأحكام الشرع، ولا تعمق أو رسوخ لهم في الفقه ومقاصد الشريعة المطهَّرة، يظهرون هكذا، ودون محددات أو ضوابط حكومية، على أثير الفضائيات والإذاعات، ويبدؤون يُفتون فيما يعرفون وما لا يعرفون. بالله عليكم كيف يجلس شخص "على الهواء"، معلناً عن استعداده للإفتاء في أي شيء، دون أن يحضر معه كتباً يستظهر منها أحكام القضايا التي يستفتي فيها الجمهور، خاصة إذا كان هذا الشخص غير عالم بالشرع، وغير متخرج من كلية أو معهد شرعي إسلامي معتبر؟ إنها مصيبة حقيقية في الدين، أن يدخله الرياء والتمظهُر. منتصر سليم – دبي