يوم الأحد الماضي، كتب الدكتور طارق سيف مقالة حول جدار برلين الذي أصبح نموذجاً يحتذى به كسلوك للتخلص من بعض الأزمات، وهو محق في كل ما كتبه، واتفق معه تماماً، إلا أنه أغفل أمرا مهما هو أن "الجدار" اختراع عربي، فالمرأة العربية دائماً محاصرة بين أربعة جدران، هي "التقاليد، ومعاملة المجتمع الذكوري، والوالد ثم الأخ ثم الزوج، والتكفيريون". كما أن الحريات العامة وحقوق الإنسان مصادرة في الوطن العربي داخل "جدر" يصعب اختراقها، مر عليها عقود من الزمن، من تسلط الدولة وتحكم أجهزتها الأمنية في مناحي الحياة كلها. لقد سبقت "الجدران" العربية كل الجدران التي عرفها البشر، وزاد من تعقيد هذه الجدران أنها باتت جزءاً لا يتجزأ من تركيبة المجتمع "النفسية والإيديولوجية"، لذلك فإن تحطيم هذه الجدران يحتاج إلى معاول من نوع خاص، تستطيع أن تنفذ إلى داخل النفس والعقل العربي لتحطم هذه الجدران، ثم تبني مكانها معتقدات وقيما تتمشى مع ديننا الحنيف وظروف مجتمعنا الذي لا يقل فيه دور المرأة عن الرجل، لذا علينا أن نقتحم أسوار اليأس التي تحيط بالمرأة العربية، ونحطم أدوات بناء هذه الأسوار. هند ناصر السويدي- أبوظبي