بوش يقود الأمم المتحدة ... والعراق في المزاد العلني


الصحافة البريطانية، عكست أهم القضايا والتطورات التي شهدتها الساحتان الدولية والمحلية البريطانية· أبرز هذه القضايا اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد يوم أول من أمس الثلاثاء وخاطبه الرئيس الأميركي جورج بوش فيما سمته الصحف البريطانية بقيادة بوش للمنظمة الدولية· ومن القضايا الدولية أيضا الوضع الاقتصادي العالمي في ظل انهيار قمة منظمة التجارة العالمية التي عقدت في كانكون مؤخرا، ومعها ما أوردته الصحف البريطانية من تقارير حول الخطة المعلنة لتحرير الاقتصاد العراقي في اجتماع صندوق النقد الدولي المنعقد في دبي· أما على الصعيد المحلي البريطاني فقد سيطرت تطورات التحقيقات حول مصرع الدكتور كيلي إضافة إلى التعليق حول الهزيمة الانتخابية الماحقة التي مني بها حزب العمال البريطاني والمخاطر الانتخابية التي تهدد مصير رئيس الوزراء البريطاني توني بلير·


بوش يقود المنظمة الدولية


هذا هو العنوان الذي اتفقت عليه كل الصحف البريطانية الصادرة صباح يوم الأربعاء الرابع والعشرين من الشهر الجاري، أي في اليوم التالي لمخاطبة بوش لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد في نيويورك· فقد بدا بوش واثقا في الخطاب الذي ألقاه ليلة أول من أمس، ووصف تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي بأنها رمز لعمل ومهمة لم يكتملا بعد· ومن نيويورك إلى بالي ومومباسا، إلى الدار البيضاء فالرياض ثم جاكرتا وغيرها، استطاع بوش أن يصل بمستمعيه إلى ما أراد قوله عن العراق، ووصفه بأنه يمثل مركز النشاط الإرهابي الدولي في هذا الوقت· وطالب بوش رؤساء الدول وممثلي الحكومات ومسؤولي المنظمة الدولية بتجاوز خلافاتهم مع واشنطن حول العراق والانخراط في أوسع جبهة ممكنة للتعاون الدولي ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل والارهاب الدولي· إلى ذلك علقت الصحف البريطانية حول النجاح الذي حققه بوش في اجتماعه على هامش اجتماع الأمم المتحدة مع نظيره الفرنسي جاك شيراك وتجاوز الخلاف الفرنسي الأميركي بسبب العراق وإعلانهما التعاون المشترك من أجل إعماره · 


نمو الاقتصاد العالمي


تحت هذا الموضوع كتبت مجلة إيكونوميست تقريرا متخصصا قالت فيه إن صندوق النقد الدولي بدأ اجتماعاته هذا الأسبوع في مدينة دبي وفي توقعاته أن يحقق الاقتصاد العالمي نموا بمعدل 4,1 في المئة بحلول العام المقبل· يذكر أن صندوق النقد الدولي كان قد سبق له أن أعلن التوقع ذاته في شهر أبريل المنصرم وبعد مضي خمسة أشهر على انتهاء الحرب على العراق، وانحسار مد الانكماش الاقتصادي الناشئ عن الحرب، بدأت الاقتصادات القومية الاستجابة للسياسات الجزئية، مما يشير إلى إمكان تنبؤ أكثر تفاؤلا ووثوقا بإمكان تحقق النمو المرتقب للاقتصاد العالمي· ولكن لم يفت على الصحيفة أن تضيف قائلة: صحيح أن مهددات نمو الاقتصاد العالمي قد زالت، ومن المرجح أن يتحقق النمو المرتقب خلال العام المقبل، ولكن هل يعني ذلك أن الاقتصاد الدولي قد بدأ يستعيد توازنه؟


من يشتري العراق؟


في معنى هذا العنوان كتبت صحيفة الأندبندنت تقريرا حول عرض واشنطن للعراق في مزاد علني· وأوردت الصحيفة في تقريرها أن هذه الخطوة قد خطتها الإدارة المؤقتة المعينة من قبل واشنطن بإعلانها أنها ستفتح كافة قطاعات الاقتصاد العراقي أمام المستثمرين الأجانب في خطوة استهدفت استقطاب رؤوس الأموال التي تتطلبها عملية إعمار العراق· وكانت السلطة العراقية المؤقتة قد أعلنت عن هذه الخطوة غير المتوقعة خلال اجتماعات الدول الثماني الغنية التي عقدت في دبي ضمن عرض شامل لسياسة الإصلاح الاقتصادي التي ستتبع في العراق· من جانبها قالت الصحيفة إن هذه الخطوة تعكس تماما عقلية المحافظين الجدد التي تقف وراءها، حيث لم تستثن الخطة المعلنة إلا قطاع النفط الذي تضع واشنطن عينها عليه·


هزيمة ماحقة لحزب العمال


إلى ذلك تناولت الصحف أهم وأبرز القضايا الداخلية والمحلية، وفي مقدمتها الهزيمة الماحقة التي لحقت بحزب العمال الحاكم بقيادة توني بلير في انتخابات برينت إيست · ووصفت كل من الجارديان و الديلي تلغراف و الأندبندنت نتائج الانتخابات بأنها صفعة مهينة لحزب العمال، بينما أرجعتها الإندبندنت إلى ردود الفعل الشعبية على أداء حكومة الحزب ودورها فيما يتصل بأزمة العراق· وصرح مسؤول كبير عن الحزب أن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى النتيجة المخزية التي حقق فيها الديمقراطيون الليبراليون فوزا ساحقا على حزب العمال في إحدى دوائره الانتخابية الأكثر دعما في البلاد بفارق 29 في المئة من عدد الأصوات· ومع تباين وتعدد العوامل، إلا أنها تعود