يعود الوجود العربي في أميركا الشمالية إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما هاجر مئات من اللبنانيين ثم تبعهم يمنيون إلى بوسطن وكارولينا وشيكاغو··· وعلى رغم أن عددهم الآن في الولايات المتحدة أصبح يقدر بحوالى 8,5 مليون شخص، فانهم لا زالوا ذوي تأثير محدود في السياسات العامة والرأي العام الأميركيين، خلافا لأقليات مثل اليهود أو الهندوس أو الكوبيين··· ولا شك أن عوامل كثيرة تضافرت في المسؤولية عن ذلك الواقع· أولها حساسية الغرب التاريخية حيال الإسلام، وقد تحولت إلى فوبيا إسلامية اثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر ،2001 إلى درجة أن بعض العرب هنا في الولايات المتحدة، رأى بأنه لم يكن لتلك الأحداث من هدف سوى إفقادهم بعض المكاسب التي استطاعت جمعيات ومنظمات عربية وإسلامية تحقيقها بجهود كثيفة طوال العقدين السابقين· ويظل العرب في أميركا، يعتبرون أنه ما لم يكن للدول والحكومات العربية دور إيجابي وداعم حيال أنشطتهم، فإنهم لن يتمكنوا من أن يصبحوا قوة ضغط وتأثير ذات شأن في الولايات المتحدة·


 سمير عودان - واشنطن