تضمن العدد الأخير من دورية Islamic Affairs Analyst مجموعة من التحليلات والتقارير المتنوعة التي تغطي قضايا دولية عدة· أبرز تقارير العدد جاء تحت عنوان الحرب على العراق: وجهة نظر من موسكو والذي ناقش الموقف الروسي من الحرب الأميركية -البريطانية على العراق· التقرير أشار إلى أن موقف روسيا الاتحادية من الحرب شابه بعض الغموض وهو ما يعود إلى السياسة الروسية التي لا تزال تستند إلى فلسفة القطبية الثنائية، وأيضا نتيجة الصفقات الروسية مع النظام العراقي المخلوع والتي تقدر بمليارات الدولارات، ناهيك عن الديون المستحقة لروسيا على العراق· كما أن الموقف الروسي الغامض يفسره البعض بمخاوف موسكو من أن يتم تهميشها في سوق النفط، سيما وأن هناك توقعات بأن العراق الديمقراطي سيقوم بإغراق سوق النفط، ومن ثم تتدهور أسعار الخام، الأمر الذي يضر بعائدات موسكو من تصدير النفط· وعلى صعيد آخر توجد أبعاد أمنية تفسر لنا غموض الموقف الروسي تتمثل في أن الرئيس فلاديمير بوتين متخوف من عملية توسيع حلف شمال الأطلسي التي جعلت بلاده محاطة بدول الحلف، ما جعله يضع على رأس أولوياته تقليل درجة التوتر مع خصوم بلاده السابقين، كما يركز بوتين على درجة من التوازن مع الوجود العسكري الأميركي في آسيا الوسطى· التقرير رصد جانباً من ردود الفعل الروسية على الحرب وذلك استناداً إلى تصريحات الرئيس الروسي خلال الأيام الأولى للحرب· ففي البداية وصف الرئيس الروسي الحرب على العراق بأنها خطأ فادح ، لكن بعد مرور يومين عليها وسقوط ضحايا من المدنيين العراقيين طالب بوتين بإنهاء العمليات العسكرية والعودة بالمسألة العراقية إلى الأمم المتحدة·
وتحت عنوان أذريبجان وإيران: مصير مشترك؟ عرض العدد الأخير من الدورية تقريراً مفاده أن احتياطيات النفط في كل من أذريبجان وإيران تضمن للبلدين مستوى معيشة يضاهي المستويات الموجودة في الدول الغربية الغنية· وعلى رغم ذلك لم يدرك البلدان قدراتهما الكامنة وهما يواجهان قلاقل داخلية بصورة متزايدة· كما تتمتع إيران و أذريبجان بخصائص مشتركة أخرى غير الاحتياطيات النفطية ذلك أن 25 في المئة من الإيرانيين يعودون إلى أصول آذرية· وفيما تحاول الولايات المتحدة زعزعة نظام الملالي في الجمهورية الإسلامية سيما في ظل تنامي تظاهرات الطلبة هناك، بدأت واشنطن في الاصطياد داخل مياه أذربيجان العكرة · وعلى رغم أن إيران وأذربيجان تمتلكان ثروة نفطية ضخمة، فإن لكليهما مستقبلاً غير واضح المعالم، ذلك أن هذه الثروة تجعل الغرب يتابع ويراقب عن كثب شؤونهما الداخلية.