هذا الجنون، هذا الحقد المدمر، تلك الكراهية المزمنة، ذاك العداء الأبدي··· كل ذلك التجبر اللامحدود والتهديدات المتواصلة بفناء قادم، نتلقفه نحن العرب بتعبيرات لغوية سمجة، نداري بها عجزنا الفاضح، نتوهم أنها تستر عورات التخاذل والانكفاء على خلاص فردي لا يدرك، وكم هي قبيحة عورات العجز والتخاذل في أوقات تتطلب التشمير والنفير، لكننا بلا حياء بل فقدنا كل عاطفة أخلاقية، ولم تعد لدينا الأهلية الآدمية لشعور إنساني بالخجل·
أن نرى ما يحدث في فلسطين من زاوية ما جرى ويجري في العراق، أو العكس؛ فذلك، في نظر بعض من مثقفينا، نوع من التفكير وفق نظرية المؤامرة· لكن أم العقلانية والعلم (الولايات المتحدة)، لا تتردد في الزعم أن عددا من الجماعات والحكومات، لا يربطها رابط، مثل حكومة صدام حسين السابقة، وتنظيم القاعدة و حماس وإيران··· تتآمر لتدميرها ولاعلان الحرب على إسرائيل· ألا يعد ذلك إهانة كبرى، واستهانة بعقول العقلاء في كل مكان؟!
إن ذلك هو نموذج لمحاولات تعقيل اللامعقول ، وهي إحدى جبهات النزيف التي تهدد طابورا طويلا من الأمم، وأول ضحاياه هم العرب·
زياد ناجي فلاح ـ السعودية