·· موافقة الإدارة الاميركية على منح الامم المتحدة سلطات اوسع للاشراف على الانتخابات والمرحلة الانتقالية السياسية في عراق ما بعد الحرب ، تشير إلى تحول كبير في موقف واشنطن، ينبغي تشجيعه وتطويره إلى موقف دولي متوافق عليه من كل الاطراف التي يهمها الأمن والاستقرار في العراق ، في أسرع وقت ممكن ، لأن عامل الوقت في مسألة ، كالمسألة العراقية ، تتكاثر عوامل تدهورها وانفجارها ،وتتجمع من كل حدب وصوب ، يعتبرعاملا حاسما في لجم تداعياتها السلبية ، وتبديد مفاعيلها الخطرة على جميع الصعد ·
إن العودة إلى المنظمة الدولية في الاشراف على عملية التحول السياسي في العراق ، هي مطلب العراقيين قبل أن يكون مطلب الاطراف الدوليين ، ومن شأن تحقيق هذا المطلب ، رفع الكثير من علامات التردد والإحجام التي شابت مواقف بعض الدول المؤثرة ، وتحفيزها على المشاركة الفاعلة في عمليات حفظ السلام وإعادة الإعمار ، علاوة على إعطاء الشعب العراقي المزيد من الاطمئنان والاحساس الأكيد بوقوف المجتمع الدولي الى جانبه ، وانه لم يتخل عنه ، ويتركه يواجه مخاطر لا تتهدده وحده فقط وانما تشمل العالم بأسره ·
لقد حان الوقت لتنحية الخلافات السابقة جانبا ، والتعامل بروح جديدة ، وأسلوب مغاير تماما لما كان سائدا في الماضي ، من أجل إنقاذ الشعب العراقي وتجنيبه الوقوع في محنة جديدة تعمل أطراف عديدة على دفعه اليها ، وابقائه داخل اطار الفوضى والانفلات الامني والسياسي والاقتصادي ، وإهدار تضحياته الجسيمة في مقاومة النظام السابق ، وتركه فريسة لليأس وفقدان الأمل من المستقبل ، وما ينتج عن ذلك من احساس مرير بالخذلان من منظمة تتطلع اليها الشعوب والدول للمحافظة على سيادتها وتقرير مصيرها ومستقبلها ، ووضعها في طريق التقدم والتطور ·