بعض إعلامنا العربي لا يمكن وصفه بأي نعت آخر سوى أنه آلة لصناعة الموت · فهو من ألف برامجه إلى يائها دعائي وتحريضي ووسيلة لتعميم الكراهية وقيم القتل والانتحار وليس قيم الحياة والازدهار والتقدم·
فضيوف هذا الإعلام في الغالب، هم إما غوغاء منفلتو المشاعر، أو مستغلو عواطف الغوغاء الجامحة في التشويش على سياسات الدول والحكومات، أو للضغط من أجل انتهاج سياسة شعبوية غير عقلانية ولا تتفق مع ما يمليه التعاطي العقلاني حيال أوضاع دولية في غاية التعقيد والالتباس·
لا يمكننا أن ندخل عصرا تطبعه المنافسة الحادة، وتصنع أممه مصيرها وفقا لحسابات عقلانية ومنضبطة، ونحن نملك إعلاما يشوه رؤيتنا للواقع ويشوه صورتنا في رؤية العالم· بل أكثر من ذلك يحاول الدفع بمصيرنا إلى أيدي الدهماء والجهلة والمتعصبين والمتطرفين، في الوقت الذي يشيع ثقافة تنبذ العقل والعقلانية، وتدعو إلى حلول ليس لها صلة بالعصر ومنجزاته المتطورة·
إن الإعلام الذي يفترض أنه تجسيد لطريقة أية أمة في التفكير وفي التعامل مع خلافاتها الداخلية وقضاياها الخارجية، يجب أن يتولى القيام على شؤونه أناس ينتمون إلى العصر، وليس كائنات من أزمنة سحيقة · ومختصر القول إنه على رغم وجود نقاط مضيئة في لوحة قاتمة السواد هي الإعلام العربي، فإنه في مجمله هو كما قمنا بتوصيفه أعلاه·
إبراهيم حمد - المغرب