ليسمح لي الكاتب حازم صاغية إذا قلت له إن أكثر ما أعترض عليه في عنوان مقاله: "ضربة أخرى للعدالة الدولية" هو تلك الكلمة "أخرى" وكأن في العنوان إحالة أو إشارة إلى ضربات غير تلك، أو كأن العدالة الدولية التي يعنيها حققت شيئاً تستحق عليه الإشادة أصلاً. فالمجرم الصربي الذي تم القبض عليه لا فضل للعدالة الدولية في توقيفه، فقد أوقفته أجهزة الأمن الصربية، ولا فضل لها كذلك في اتهامه، لأن منظمات حقوق الإنسان والعواصم الغربية هي من وجه إليه الاتهام، وجعله مطارداً منذ 11 سنة. بل إن بيروقراطية المحكمة الجنائية الدولية قد تجعله يقضي ما يشبه "الإجازة" في لاهاي عدة سنوات، دون أن ينال عقابه، وما جرى لميلوسوفيتش ما زال في الأذهان. عبد الوهاب حامد - الخرطوم