ضمن هذا التعقيب السريع على مقال باتريك سيل: "تركيا بعد العدالة"، سأكتفي بالإشارة إلى أن المشهد السياسي التركي توصل على ما يبدو إلى نوع من التكيف السياسي مع المتناقضات والتوجهات الأشد تعقيداً في تاريخه. فقد احتوى هذا المشهد ضمن منظومة واحدة حزباً يُصنف على أنه ذو خلفية دينية-سياسية، مع أحزاب قومية متشددة، وأخرى علمانية أكثر منها تشدداً. وتنضاف إلى ذلك سلطة قضائية قوية ومعتدَّة بنفسها، وجيش يعتبر نفسه قيماً ووصياً على القيم العلمانية الكمالية. والعجيب أنه على رغم كل هذه الخلطة المعقدة فإن الديمقراطية التركية ما زالت قائمة، وتزداد قوة يوماً بعد يوم. بوعلام الأخضر- باريس