شاليط" درع "حماس" الدفاعي... ودرس للغرب من جورجيا

مقترح إيهود أولمرت بشأن اتفاق مبادئ مع الفلسطينيين، وقضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس" في قطاع غزة، والحرب الروسية-الجورجية... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.

مقترح أولمرت

صحيفة "هآرتس" كشفت النقاب ضمن عددها أمس الثلاثاء عن تفاصيل مقترح قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سلمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس ويتعلق باتفاق مبادئ حول الحدود واللاجئين والترتيبات الأمنية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة. وذكرت الصحيفة أن أولمرت، الذي التقى عباس هذا الأسبوع، يشعر بأنه ما زال هناك وقت للتوصل إلى اتفاق خلال ما تبقى له من وقت في السلطة، وأنه ينتظر رداً من الفلسطينيين. أما بخصوص التفاصيل، فقد أفادت الصحيفة بأن الجزء الرئيسي من مقترح أولمرت يتعلق بالحدود ويقوم على انسحاب إسرائيلي من معظم الضفة الغربية. ومقابل الأراضي التي ستحتفظ بها إسرائيل في الضفة الغربية، يحصل الفلسطينيون على أراض بديلة في النقب محاذية لقطاع غزة، على أن يتمتع الفلسطينيون بحرية التنقل بين القطاع والضفة من دون أي قيود أمنية. أما الأراضي التي يقترح مخطط أولمرت ضمها إلى إسرائيل، فتشمل المستوطنات الإسرائيلية الكبيرة مثل معالي أدومين وغوش إتزيون.

وإلى ذلك، قالت الصحيفة إن إسرائيل قدمت للفلسطينيين نموذجاً مفصلاً لترتيبات أمنية جديدة في إطار الاتفاق المقترح. وحسب الصحيفة، فإن المقترح الأمني ينص على ألا يكون للدولة الفلسطينية المقبلة جيش، ولكن الفلسطينيين يطالبون بأن تكون قواتهم الأمنية قادرة على الدفاع عن نفسها ضد "التهديدات الخارجية". أما بخصوص مسألة اللاجئين، فيرفض مقترح أولمرت حق اللاجئين في العودة، وينص على أن اللاجئين يستطيعون العودة فقط إلى الدولة الفلسطينية، باستثناء حالات استثنائية سيسمح فيها للاجئين الفلسطينيين بـ"دخول إسرائيل من أجل جمع الشمل العائلي". أما بالنسبة للقدس، فتقول الصحيفة إن أولمرت اتفق مع عباس على إرجاء النظر في هذا الموضوع؛ وبذلك، تقول الصحيفة، يكون أولمرت قد انصاع لضغوط حزب "شاس" الذي كان هدد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال شملت المفاوضات موضوع القدس.

"ليس ثمة ما يدعو للفخر"

في مقاله المنشور بعدد أمس من صحيفة "يديعوت أحرنوت" علق "بي. مايكل" على ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً من أن ضباطاً عسكريين سابقين أشرفوا على تدريب عدد من القوات الجورجية، وهو ما أكده لاحقاً وزير جورجي حين امتدح شجاعة وبسالة جنود بلاده المدربين من قبل خبراء عسكريين إسرائيليين. ولكن الكاتب قال إن على الإسرائيليين أن يشعروا بالخجل بدلاً من الفخر، لأن "هذا هو ما ينبغي أن يحدث حين يصبح بلد من البلدان مُصدراً مشهوراً للمرتزقة".

الكاتب قال إن ثمة من سيعترض على كلمة "المرتزقة"، ويفضل على الأرجح كلمات ألطف مثل "المستشارين" أو "المدربين العسكريين"، والحال، يواصل الكاتب، أن كل تلك المئات- أو ربما الآلاف- من الجنود والضباط وعملاء "الموساد" و"الشين بيت" الذين يسافرون عبر العالم ويبيعون المهارات العنيفة التي اكتسبوها هنا مرتزقة بكل ما في الكلمة من معنى، لأنه لا يوجد وصف آخر دقيق ومناسب لموظفين حكوميين يستقيلون من عملهم ويستمرون في القيام بنفس الوظيفة مقابل المال في أماكن أخرى غير المرتزقة. وفي ختام مقاله، قال "بي.مايكل" إن إسرائيل كانت مشهورة في وقت من الأوقات كمصدر للبرتقال والزهور وأنظمة الري والفلفل؛ "أما اليوم فقد باتت تشتهر بتصدير البنادق والصواريخ وطائرات التجسس الصغيرة وكاتم الصوت ومدربي "وحدات النخبة"، وكذلك الخبراء في الاغتيال والإجرام، وهو أمر ليس مدعاة للفخر".

"شاليط مازال في غزة"

صحيفة "هآرتس" سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد على قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى "حماس" في قطاع غزة. وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن أكثر من عامين مضت على أسر "شاليط"، وهي فترة أمضتها الحكومة الإسرائيلية في التفكير بشأن إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل الإفراج عن "شاليط "من عدمه، وفي السجناء الذين يمكن أن تفرج عنهم. وهو ما يعطي الانطباع بأن الحكومة الإسرائيلية ربما تنتظر معجزة ما؛ والحال أن المعجزات لا تحدث، مثلما تظهر ذلك تجربة إسرائيل مع "حزب الله".

وإلى ذلك، قالت الصحيفة إن زعماء "حماس" يشعرون بأن شاليط ليس مجرد وسيلة لمقايضة السجناء الفلسطينيين بها، وإنما أيضاً درع دفاعي يمكن أن يصد ويردع عملية عسكرية إسرائيلية، كما يمكن أن يشكل ورقة للمقايضة في جهود "حماس" من أجل فتح المعابر مع مصر. لتذهب إلى أن ظروف إطلاق سراح "شاليط" التي تطالب بها "حماس" تتعقد يوماً بعد يوم، حيث بات الوقت عدواً لشاليط والحكومة الإسرائيلية. وأكدت الصحيفة على أن الجمهور الإسرائيلي مازال يرغب في عودة "شاليط" حياً، مضيفة أن الإفراج عن 450 سجيناً فلسطينياً ونقلهم إلى قطاع غزة المحاصر لن يحسن أمن إسرائيل مثلما لن يضر به.

"غضب بوتين"

تحت هذا العنوان نشرت "جيروزاليم بوست" افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين، والتي أفردتها للتعليق على الحرب المندلعة بين جورجيا وروسيا، والتي ألحقت فيها القوات الروسية خسائر مهمة بالقوات الجورجية. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن روسيا لقنت جورجيا درساً حول عواقب وتبعات إزعاج الكريملن. وفي قراءتها الخاصة لهذا النزاع، رجحت الصحيفة أن يكون هدف موسكو هو تعليم أوروبا والولايات المتحدة درساً حول حدود تأثيرهما ونفوذهما في الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي البائد. كما رجحت أن يكون هدفها من وراء ذلك أيضا تلقين العالم درساً حول عواقب إرغام حليفتها صربيا على القبول باستقلال كوسوفو. كما لم تستبعد أن يكون هدف موسكو أيضاً هو البعث برسالة إلى بولندا وجمهورية التشيك مؤداها: لا تدعوا الولايات المتحدة تقيم درعاً مضاداً للصواريخ على أراضيكم.

الصحيفة قالت إن قوات بوتين لم تكتف بهزم جورجيا في المناطق الانفصالية، وإنما أخذت الحرب إلى الأراضي الجورجية، وهو ما يشير إلى أن الزعيم الروسي يبدو مصمماً على إذلال سكاشيفيلي، وربما إخراجه من السلطة. واختتمت افتتاحيتها بالقول إن بوتين مصمم ربما على جعل جورجيا عبرة للآخرين، ولكنه بالمقابل أعاد العلاقات مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة وبعث برسالة واضحة إلى أوروبا وأوكرانيا، وبلدان أخرى، مفادها أن روسيا لن تترد في استعمال القوة لتحقيق أهدافها السياسية.

إعداد: محمد وقيف