ذهاب مشرّف: استحقاقات في باكستان... وسجال بين كندا و"طالبان"! قرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف التنحِّي عن السلطة، والوجود العسكري الكندي في أفغانستان، والنزاع بين جورجيا وروسيا، وارتفاع حالات الانتحار في اليابان... مواضيع من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. تنحِّي مشرف... الحدث والأبعاد: صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية أفردت افتتاحية للتعليق على إعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف التنحي عن السلطة. وفي هذا الإطار اعتبرت الصحيفة أن استقالة مشرف تفسح المجال أمام القيادة المدنية الباكستانية لمواجهة المشاكل المُلحة التي تواجه بلدها مثل إنقاذ الاقتصاد المهدد بالانهيار ومواصلة الحرب على الإرهاب. ولكنها من جهة أخرى حذرت من أن المستقبل يبدو مظلماً، على اعتبار أن عدم احترام مشرف للديمقراطية خلَّف ما سماه وزير الخارجية الأسترالي ستيفان سميث "البيئة الخصبة الحالية للإرهاب الدولي"؛ حيث أشارت إلى أن الجيش وجهاز الاستخبارات الباكستانيين، اللذين يفترض أن يكونا في طليعة القوى التي تواجه هذا التهديد، يعتقد أن فيهما بعض المتشددين. ونتيجة لذلك، تضيف الصحيفة، سُمح للجماعات المتطرفة بإعادة تنظيم صفوفها، وشكل المقاتلون المحليون فرعاً باكستانياً لحركة "طالبان" كان وراء العديد من العمليات الدموية كاغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. علاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن نواز شريف، زعيم "الرابطة الإسلامية الباكستانية"، لا يبدي رغبة كبيرة في العمل مع الجيش الذي أطاح بحكومته في 1999؛ كما أن العلاقات بين الجيش والجناح الآخر في الائتلاف الحكومي- حزب الشعب الباكستاني- ليست أفضل حالاً، الأمر الذي يجعل حظوظ تشكيل استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب ضعيفة وضئيلة؛ لتخلص إلى أن باكستان تقف اليوم في مفترق طرق حاسم، مشددة على ضرورة تشجيع حكومتها على تسوية خلافاتها ومواجهة الإرهاب بدعم كامل من الجيش وجهاز الاستخبارات، وعلى ضرورة أن يذكِّر المجتمع الدولي كل اللاعبين هناك بأنه لا يمكن السماح بديكتاتورية عسكرية أخرى لأن الفوز في الحرب على الإرهاب رهن بذلك. "كذبة طالبان": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية خصصتها للرد على "الرسالة المفتوحة" التي بعثت بها "طالبان" هذا الأسبوع إلى الرأي العام الكندي واتهمت فيها الكنديين بأنهم جاؤوا إلى أفغانستان "من أجل تعذيب الأفغان وقتلهم". الصحيفة قالت إن كندا حين أرسلت قوات خاصة إلى أفغانستان لأول مرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إنما فعلت ذلك في إطار الدفاع المشروع عن النفس، على اعتبار أن مواطنين كنديين كانوا من بين الضحايا الثلاثة آلاف تقريباً الذين قضوا في تلك الهجمات، وأن نظام "طالبان" كان يوفر المأوى لـ"القاعدة" التي تقف وراء تلك الهجمات، وأن إرسال تلك القوات إنما كان الهدف منه تجنب حدوث هجمات مماثلة، لتذهب إلى أن رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر كان محقاً حين وصف رسالة "طالبان" بأنها "دعاية لن تؤثر على السياسة الكندية". علاوة على ذلك، أكدت الصحيفة أن الجنود وعمال المساعدات الكنديين موجودون في أفغانستان تحت تفويضٍ قانوني من الأمم المتحدة يعتبر "طالبان" تهديداً للسلام والحرية وحكم القانون وحقوق الإنسان، وأن القوات الكندية موجودة هناك نزولاً عند رغبة القادة الذين انتخبهم الشعب الأفغاني، خلافاً لـ"طالبان"؛ لتشن الصحيفة بعد ذلك هجوماً مضاداً على الحركة قائلةً إنها حين فشلت في إعادة أفغانستان إلى دولة راعية للإرهاب، لجأت إلى قتل عمال المساعدات الكنديين العُزل وغيرهم بدم بارد. واختتمت افتتاحيتها بالقول: إذا قرر الشعب الأفغاني أن وجود كندا هناك لم يعد مرغوباً فيه، فهم أحرار في التعبير عن ذلك عبر زعمائهم أو استطلاعات الرأي، وحينها، تواصل الصحيفة، فإن القوات الكندية لن تمكث هناك يوماً واحداً إضافياً. نزاع القوقاز والدور الدولي: صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية علقت على النزاع القائم بين روسيا وجارتها الأصغر جورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن توقيع روسيا اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا أوقف فعلاً دوي المدافع في القوقاز، غير أن ذلك لا يعني استتباب السلام في المنطقة، على اعتبار أنه على رغم دعوات الغرب المتكررة لروسيا للانسحاب بسرعة، إلا أن موسكو أوضحت أنها ستأخذ ما يلزمها من الوقت لتنفيذه. ومن جهة ثانية، رأت الصحيفة أن النزاع أظهر مرة أخرى محدودية قدرة الأمم المتحدة على تسوية النزاعات الدولية، ولاسيما تلك التي تكون قوى عالمية عظمى طرفاً فيها، موضحة أن جهود الوساطة تمت وآتت أكلها خارج منظمة الأمم المتحدة هذه المرة أيضاً على رغم جهود الأمين العام الأممي "بان كي مون" الذي اضطر إلى إلغاء إجازته المقررة؛ وهو ما يشير، إلى حاجة العالم إلى إنشاء جهاز أكثر فعالية في حل النزاعات الدولية، يفضَّل أن يكون جزءاً من منظمة الأمم المتحدة. الوقاية من الانتحار: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية دقت ناقوس الخطر ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، محذرةً من الارتفاع الكبير في أعداد اليابانيين الذين يقدمون على قتل أنفسهم؛ حيث أشارت في هذا الصدد إلى أن أكثر من 30 ألف ياباني أقدموا على الانتحار سنوياً على مدى السنوات العشر الأخيرة، أي بمعدل 90 حالة انتحار يومياً. ورأت الصحيفة أنه إذا كان معدل حالات الانتحار في اليابان أقل من المعدل المسجل في روسيا، فإنه يعد بالمقابل الأعلى بين الدول المتقدمة؛ حيث يمثل أكثر من ضعف المعدل المسجل في الولايات المتحدة، وضعف المعدل المسجل في بريطانيا بأكثر من ثلاث مرات. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن سنة 1998 شكلت نقطة تحول، حيث قفز عدد حالات الانتحار المسجلة في اليابان إلى 32863 (مقارنة مع أقل من 25000 حالة في 1997)، وخاصة في فئة الرجال الذين هم من حيث العمر في عقدهم الرابع والخامس ويعيشون في المناطق الحضرية، وعزت ذلك إلى جملة من الأسباب في مقدمتها الاكتئاب والإفلاس. وضمن الجهود المبذولة للحد من هذه المعضلة، ذكَّرت الصحيفة بأن الحكومات المحلية بدأت في تبني عدد من التدابير، ومن ذلك خلق شبكات لمنظمات من القطاع الخاص مثل تأسيس جمعيات للأطباء والاستشاريين، وخلق خطوط ساخنة لتقديم النصح، وإنشاء مراكز للوقاية من الانتحار، مشددة على أهمية زيادة عدد هذه الخطوط الساخنة وتدريب الموظفين الصحيين والاستشاريين النفسيين. إعداد: محمد وقيف