المالكي يصعِّد تجاه موعد "الانسحاب"... و"بايدن" يزيد فرص "أوباما"! المفاوضات بين بغداد وواشنطن حول وضع القوات الأميركية في العراق، ودور تركيا في التوتر القائم بين روسيا والغرب على خلفية نزاع القوقاز، واختيار باراك أوباما لجوزيف بايدن لمرافقته في السباق إلى البيت الأبيض... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. "الانسحاب الأميركي من العراق": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحية خصصتها للتعليق على التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذا الأسبوع بخصوص الوجود العسكري الأميركي في بلاده، والتي شدد فيها على ضرورة أن تغادر القوات الأميركية العراق بحلول 2011، رافضاً "الأفق الزمني العام" الذي اقترحه الرئيس الأميركي جورج بوش في حدود 2011، ومؤكداً أنه لن يُسمح لعسكريين أو آليات أميركية بالبقاء في العراق بعد هذا التاريخ. الصحيفة اعتبرت أن تصريحات المالكي موجهة للاستهلاك الداخلي، وبخاصة إلى أعضاء الأحزاب والفصائل المختلفة في العراق حيث إنه من المقرر أن تجرى انتخابات المحافظات في وقت لاحق من هذا العام، والانتخابات العامة في 2009، قائلة إنه من المعروف أن المالكي "رجل واشنطن" ويدين بسلطته للدعم الأميركي منذ أن شكل حكومته قبل أزيد من عامين، مرجحة أن تكون "رغبته في ألا ينظر إليه كحليف للأميركيين بين أبناء شعبه أقوى من رغبته في تأمين المساعدة الأميركية على حماية حكومته التي مازالت هشة". ومن جهة أخرى، حذرت الصحيفة من أن انسحاباً مبكراً يمكن أن يؤدي إلى "فوضى سياسية، وشلل اقتصادي، وحرب أهلية ممكنة، تستطيع خلالها إيران أن تكرس هيمنتها في المنطقة"؛ واختتمت افتتاحيتها بالقول إن على القادة العراقيين، وليس الأميركيين فقط، ألا يغفلوا هذا "الأفق القاتم". حين ضغطت روسيا على الزناد: صحيفة "ديلي نيوز" التركية علقت في افتتاحية عددها لأمس الخميس على التوتر المتزايد بين الغرب وروسيا في ضوء إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اعتراف بلاده باستقلال الإقليمين الجورجيين الانفصاليين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. الصحيفة اعتبرت أن الاعتراف الروسي يعد "استمراراً" لـ"رد الفعل (الروسي) على (استقلال) كوسوفو"، وبداية عهد جديد في العلاقات الدولية. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد، والاعتراف بها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وغيرها أسسا بالفعل لسابقة، معتبرة أن الآراء الأميركية والأوروبية بأن "كوسوفو تمثل حالة خاصة ولن تشكل سابقة" كانت غير مناسبة منذ البداية، وأنه باعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، تكون موسكو قد انتقمت من الغرب. وبالمقابل، رأت الصحيفة أنه بهجمات الثامن من أغسطس على جورجيا، تحت ذريعة حماية السلام في ذلك البلد، تكون روسيا قد أعلنت بالفعل "بداية الحرب الباردة الثانية"؛ وذهبت إلى أن التطورات الأخيرة تدفع تركيا مرة أخرى إلى أن تصبح بمثابة "مركز مراقبة" غربي ضد الدب الروسي. ولكنها اعتبرت أنه بالنظر إلى مسؤوليات تركيا في هذه الحالة كعضو في حلف "الناتو" -سواء بخصوص المساعدة على إعادة بناء جورجيا أو احتواء كل من إيران وروسيا- من جهة، والمصالح الاقتصادية والجيوسياسية لتركيا -التي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 65 في المئة أو أكثر، ويبلغ حجم تجارتها مع روسيا 20 مليار دولار سنوياً- من جهة أخرى، فإن على أنقرة أن تطور سياسات جديدة عقلانية. الآثار العكسية لمواجهة "طالبان": صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على الضربات الجوية التي تلجأ إليها أحياناً القوات المتحالفة في أفغانستان أثناء ملاحقتها لمجموعات تابعة لحركة "طالبان"، والتي تؤدي في أحيان كثيرة إلى مقتل مدنيين. أحدث مثال على ذلك، هو الضربات الجوية التي استهدفت الجمعة الماضية بلدة نواباد حيث كان المولى صديق و25 مقاتلاً يختبئون؛ فكانت الضربة ناجحة من الناحية العسكرية لأنه عثر على المولى صديق ومن معه مقتولين إضافة إلى عدد من الأسلحة والذخيرة، غير أنهم لم يكونوا الأشخاص الوحيدين الذين قضوا إثر هذه الغارة، حيث أفادت الأمم المتحدة أن 90 شخصاً قتلوا، من بينهم 60 طفلاً، وجرح 15 مدنياً آخرين. وانتقدت "تورنتو ستار" بشدة مثل هذه العمليات العسكرية على اعتبار أنها تصيب المدنيين كذلك، وتنسف الجهود المبذولة من أجل كسب ثقة وتعاطف السكان. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي قوله إن "صبر (الأفغان) قد نفد"، ومطالبته بوضع حد للضربات الجوية ضد أهداف مدنية، والتفتيش الأحادي للمنازل، واعتقال المدنيين لفترات غير محددة، وكلها ممارسات تستعدي الأفغان العاديين وتسهل مأمورية مسلحي "طالبان". أوباما يختار بايدن: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية للتعليق على إعلان المرشح "لديمقراطي"للانتخابات الأميركية باراك أوباما اختياره للسيناتور جوزيف بايدن ليرافقه في السباق الرئاسي عن منصب نائب الرئيس. وفي هذا الإطار اعتبرت الصحيفة أن اختيار بايدن يضفي نوعاً من التوازن على تذكرة كانت ستفتقر إلى الخبرة والتجربة، واصفة الاختيار بأنه سليم وصائب ويروم طمأنة الناخبين الذين مازالوا مترددين بخصوص الثغرات في سيرة أوباما الذاتية. وأضافت الصحيفة قائلة إن بايدن وجه مألوف بالنسبة لزعماء العالم؛ حيث استطاع، بوصفه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، فرض نفسه كـ"صوت مرجعي ومتوازن بخصوص السياسة الخارجية الأميركية"، وإن هذه التجربة يفترض أن تطمئن الناخبين الأميركيين -وأصدقاء الولايات المتحدة- بخصوص سياسة أوباما الخارجية. وبالمقابل، رأت الصحيفة أن اختيار بايدن قد يقوض تشديد أوباما على أنه يمثل "قوة تغيير"، وقد يسلط الضوء أكثر على نقاط ضعف أوباما في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية. إلى ذلك، رجحت الصحيفة أن يكون العامل الآخر وراء اختيار بايدن هو قدرته على شن الهجوم على المرشح "الجمهوري" للانتخابات الرئاسية جون ماكين، موضحة في هذا السياق أن بايدن معروف بسرعة بديهته ولسانه الحاد. واختتمت افتتاحيتها بالقول إنه بالنظر إلى الـ35 عاماً التي قضاها في واشنطن، فإنه يمكن القول إن بايدن "يعرف جيداً ماذا يفعل وما هو المطلوب منه". إعداد: محمد وقيف