إذا كان الصراع العنيف الذي جرى في الجزائر مطلع العقد الأخير من الألفية السابقة، بين الجيش والإسلاميين، نجم عنه دخول البلاد إلى نفق لم تخرج منه حتى الآن، فان الصراع الحالي بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس وزرائه السابق علي بن فليس، ربما يؤدي إلى إطالة أمد النفق وتعميقه.
وتعود أسباب النزاع الحالي بين الرجلين، بما فيه من تعقيدات والتباسات، إلى التعارض في مواقفهما من قضايا مثل: صلاحيات المنصب الرئاسي، وسياسة التخصيص التي أراد بوتفليقة تطبيقها.
والحقيقة أن جبهة التحرير تعتبر أنها صاحبة الفضل الأول في فوز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة عام ،1999 وأنه بالنظر إلى كونها ذات أغلبية برلمانية، يجب أن تكون هي من يتولى وضع سياسات الحكم وفق ما يتلاءم مع برنامجها السياسي والاجتماعي المعلن.
لكن الجزائريين الذين يتابعون فصول الصراع بين أكبر رأسين في المؤسسة المدنية، يدركون جيدا أنه ما كان ليحدث ذلك لو أن الجيش لا يسمح بحدوثه فعلا.
حسين مراد - الجزائر