العراق سيدخل مرحلة تقرير المستقبل في ظل فيدرالية على النموذج البريطاني
انشغلت الصحف البريطانية بالأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك بالشؤون المحلية، متناولة مسألة التغييرات الأخيرة في الشارع العراقي بكثافة. ومتفاعلة مع عملية القبض على الشيخ أبوحمزة المصري مؤخراً، وانتخابات البرلمان الأوروبي القادمة.
"الياور" والحكومة الانتقالية
الصحف البريطانية رحبت باختيار مجلس الحكم الانتقالي في العراق للمهندس غازي الياور رئيساً للبلاد لفترة انتقالية تحدد معالم العراق الجديد. وظهرت صحيفة "الفايننشال تايمز" بعد الإعلان عن خبر فوز "الياور" برئاسة العراق، متمنية أن يستغل العراقيون مثل هذه الفرصة لإحلال السلام في بلادهم وبناء ما تم تدميره خلال الفترة الماضية. وحملت الصحيفة في تعليقها تحليلاً لمهمة الوزارة العراقية الجديدة ونوعية أعضائها في محاولة منها لبيان مدى النجاح الذي يتوقع أن تأتي به هذه الحكومة حتى نهاية العام. وتعتبر الصحيفة أن رئيس العراق الجديد غازي الياور والحكومة التي يترأسها إياد علاوي لديها مهمة ليست بالسهلة، فهي مكلفة بقيادة العراق من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستقلال ثم الديمقراطية، وهو، بحسب الصحيفة، ما تسعى إلى تحقيقه وساطة الأخضر الإبراهيمي ممثلاً للأمم المتحدة في العراق.
متاعب الاحتلال الأميركي بعد 30 يونيو
الكاتب "مارك ستين" تحدث في مقال نشرته صحيفة "صنداي تليغراف" عن متاعب احتلال بلد مثل العراق بعد تسليم السلطات كاملة للعراقيين في الثلاثين من يونيو الحالي. وتناول الكاتب رؤيته الشخصية للعراق في المستقبل القريب، حيث سيكون بلداً مقسماً خاضعاً لصراعات كثيرة، لكنه، بحسب الكاتب، أفضل حالاً من بلدان مجاورة له.
الكاتب يعتبر المشروع السياسي في العراق نموذجاً للفيدرالية غير المتناسقة، ويصفه بأنه يأتي وفق الطراز البريطاني، بحيث تكون فيه المناطق الكردية أشبه باسكتلندا ثانية، ومناطق الشيعة في الجنوب كما لو أنها "ويلز". أما المثلث السني فينظر الكاتب إلى مستقبله كشبيه بأيرلندا الشمالية.
ويعتقد الكاتب أنه رغم تلك الحالة التي قد يفضي إليها الوضع في العراق، ستبقى الصورة الإعلامية المنقولة من هناك مبالغاً فيها للغاية. ويرى أن المحطات الفضائية العربية أكثر من يبالغ في نقل تلك الصورة، فهي تصور العراق على أنه يعيش في الجحيم، و الأمر في الواقع أقل من ذلك بكثير. ويدلل الكاتب على رؤيته هذه من خلال حديثه عن منطقة المثلث السني التي يراها غير منضبطة، لكنها ليست مشتعلة كما يقال في الإعلام العربي.
اعتقال أبو حمزة المصري
تفاعلت الصحف البريطانية مع قضية القبض على الشيخ أبو حمزة المصري في لندن بطلب من الولايات المتحدة الأميركية، ونشرت صحيفة "الأندبندنت" في عددها ليوم الأحد الماضي في صدر صفحتها الأولى موضوعاً جاء فيه أن الولايات المتحدة عبرت على الدوام عن استيائها لحرية التحرك الممنوحة من السلطات البريطانية لأبو حمزة المصري في شوارع لندن، خاصة أن الرجل يلقي خطباً تعتبر متطرفة للغاية، بحسب رأي الصحيفة، ويدعو من خلالها إلى محاربة أميركا ويؤيد تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة علانية.
وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم ملاحقة أبو حمزة المصري خلال الفترة الماضية كلها؟ ورأت أن السلطات البريطانية تنظر إلى الرجل على أنه خطيب يستمتع بشخصيته الكريهة، وعلى أنه شبه مهرج قد يتحول إلى شهيد ويتظاهر الناس من أجله، وهو ما لا تريده السلطات الإنجليزية. كما أنه، على ما يبدو، توجد هناك اتفاقية ضمنية تسمح للمتطرفين بالعمل والبقاء في بريطانيا طالما أن البلد بعيد عن أية هجمات إرهابية. وحول ذلك تدور أسئلة الصحيفة بشأن عدم محاصرة أبو حمزة المصري طوال السنوات الماضية رغم أنه ثبت بشهادة أحد أتباعه في الولايات المتحدة أنه ضالع في بناء قاعدة لتدريب المقاتلين المسلمين في أميركا خلال عام 1999، أي قبل هجمات سبتمبر عام 2001.
اتفاقية السلام السودانية
أثنت صحيفة "الغارديان" في إحدى افتتاحياتها على الاتفاق الذي وقع مؤخراً بين الحكومة السودانية والمعارضين في نيروبي. وجاء تعليق الصحيفة حاملاً ملاحظة واحدة على اتفاقية نيروبي للسلام بين السودانيين، وهي أن هذه الاتفاقية ابتعدت كثيراً عن الهم الإنساني لأهالي "دارفور"، حيث المجاعة والفقر وانتهاكات حقوق الإنسان دون رقيب أو حسيب.
الصحيفة ترى أنه كان على الاتفاقية ألا تستثني من بنودها الحل المباشر والأمثل لمسألة "دارفور" التي تقلق منظمات حقوق الإنسان وهيئة الإغاثة