لا شك أن تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية خطوة مهمة على طريق بناء عراق جديد حر. وعلى رغم ترحيب الجميع بهذه الخطوة، فإن ثمة تحديات جمة على الحكومة الانتقالية مواجهتها وصياغة برامج عمل حقيقية لتجاوزها. على رأس هذه التحديات يأتي الملف الأمني الشائك والملغوم والمثير للجدل، هذا الملف يتطلب من العراقيين كافة تضامناً وترابطاً وجهداً عملياً على الأرض كي يثبتوا للعالم أنهم قادرون على تسيير أمورهم، وأن بلادهم ليست ملاذاً للإرهابيين، وليست مرتعاً خصباً للحركات الراديكالية.
مستقبل العراق الآن بات بيد أبنائه وآمال العراقيين بات تحقيقها بيد حكومتهم الوطنية المستقلة.
إن بلاد الرافدين أصبحت الآن على بداية مرحلة جديدة، هدفها الرئيسي تدشين ديمقراطية افتقدها العراقيون منذ عقود، وطي مرحلة بغيضة يحاول العراقيون تناسيها أو شطبها من ذاكرتهم. العالم كله يرغب في عراق ديمقراطي آمن ومستقر ومزدهر. وكي تتحقق آمال العراقيين يجب أن يضعوا خلافاتهم الطائفية والعرقية جانباً وأن يدشنوا أطراً وطنية حقيقية تخدم استقلالهم وتُسرع من عملية إعادة الإعمار. وإذا نجح العراقيون في إرساء الاستقرار داخل بلدهم، فإن جميع المشكلات المتعلقة ببقاء قوات التحالف ستزول شيئاً فشيئاً.
محمود ربيع - دبي