بعد قراءتي لمقال الأستاذ عبدالله رشيد المعنون بـ"معاداة العرب= معاداة السامية!" والمنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم الاثنين الموافق 24 مايو 2004، تساءلت عن سبب كل هذا الهيجان والثورة العمياء كما وصفها الكاتب التي اجتاحت الوطن العربي بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" عن فوز جنوب أفريقيا بتنظيم مونديال كأس العالم في 2010.
وأقول للأستاذ عبدالله رشيد: أين هذه الثورة مما تقوم به إسرائيل من جرائم تعسفية بشعة ضد الشعب الفلسطيني في كل من رفح وغزة؟ وأنا هنا لا أتكلم عن 56 عاماً من الصمت العربي، ولكن أتكلم عما يحدث حالياً في هاتين المدينتين من مجازر في وضح النهار أمام مرأى ومسمع العرب والعالم كله، ناهيك عن تشريد أكثر من ثلاثين ألف مدني فلسطيني أجبرهم التوغل العسكري الإسرائيلي على ترك منازلهم، فيما يعتبر الرئيس الأميركي بوش الصغير أن إسرائيل لها كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، وكأنه يقول إن الشعب الفلسطيني ليس له حتى الحق في التحدث عن الظلم والتعسف الإسرائيلي.
وسؤال آخر يطرح نفسه: أين هذا الهيجان العربي ضد الإهانة والإذلال اللذين تعرض لهما السجناء العراقيون في سجن "أبوغريب" وما تتعرض له المرأة العراقية من انتهاكات أخلاقية وإهانات للكرامة الإنسانية من دولة تُعتبر في نظر غيرها بلداً ديمقراطياً يميل إلى نشر الحريات في كل ساحة تطؤها قدمه؟
ربما هذه القضايا هي بحاجة إلى تصعيدها وتفعيلها أكثر من الهيجان العربي على تنظيم كأس العالم لكرة القدم التي لا زلنا نحبو فيها أمام العالم.
صفية الحبسي - العين