"التسطيح" في نيروبي!
بسبب الزحام الشديد واكتمال العدد في عربات القطار عن آخرها، لم يجد هؤلاء الركاب الجانبيون مكاناً داخل القطار نفسه، كما أن قليلين منهم هم من استطاعوا الصعود على ظهور العربات لممارسة طقس في التنقل الفوضوى يسمى في الثقافة الشعبية لبعض البلدان العربية "التسطيح"، ولذا لم يبق أمامهم سوى الوقوف إلى جانب العربات متعلقين بأبوابها وبجميع النتوءات والمقابض المعدنية الخلفية والجانبية، مما ضؤل حجمه وزادت مخاطره.
وعلى رغم خطورة هذه المجازفة إلا أنها أريح وأرحم، على كل حال، بالنظر إلى مستوى الزحام الخانق داخل العربات المعدنية المتهالكة وغير المكيفة. هذا زيادة على أن الإضراب الذي ينفذه قطاع النقل العام، وخاصة الاتحادات النقابية لسائقي الحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة، قد أدخل كينيا في حالة شلل عام. يذكر أن إضراب النقل نشب احتجاجاً على ما يصفه السائقون بالمضايقات والابتزاز اللذين تمارسهما الشرطة بحقهم، مهددين بالاستمرار في إضراب مفتوح حتى تحل هذه المشكلة. ومن هنا وحتى تتوصل الحكومة لحل يرضي الشرطة ونقابات النقل فسيتعين على القرويين مراعاة قواعد "التسطيح" وضروراته، ومحاذيره، في نيروبي، وما جاورها.