المأزق الفلسطيني
ألحقت القيادة الفلسطينية الضرر بنفسها ودمرت القضية معها حينما سمحت لنفسها أن تغرق في التجاذبات الإقليمية والدولية في الوقت الذي عانت فيه من عدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من التماسك والوحدة الوطنية، فإذا بها تستجدي التعاطف معها، والأخطر من كل هذا، الاعتماد على أنظمة عربية تريد منها أن تكافح بدلاً منها، حيث أثبت أغلب هذه الأنظمة في معظم القمم العربية أن أقصى ما يمكن تقديمه للقضية الفلسطينية الشجب والتنديد. أما الجماهير العربية المقموعة داخل أوطانها فأكثر ما تستطيعه هو أن تمد يد العون والدعم المحدود وضمن إمكانياتها وفي حدود المستطاع، لكن لا يجب أن يكون هذا العون عكاز الفلسطينيين إلى الأبد. هذا ما كان يجب على الفلسطينيين أن يفهموه، ويبنوا مواقفهم على أساسه. اعتماد الفلسطينيين على العالم أن يدعم قضيتهم دون أن يقوموا هم بواجبهم، أوصلهم إلى مرحلة لن تُبقي لديهم من شيء سوى القبول بما يعطى لهم أي غزة أولاً وأخيراً.
شـــوقي أبو عيّاش- لبناني مقيم في غينيــــا