رداً على محجوب عثمان: قراءة أخرى
من واقع قراءة مقال: "دارفور: قراءة في التبعات" للكاتب محجوب عثمان لاحظت تركيزه على البعد القبلي العشائري في إقليم دارفور، وما يمكن أن يعنيه لجهة نجاح أو فشل التسوية التي توصلت إليها الخرطوم مؤخراً مع أهم فصائل جماعات التمرد في الإقليم. ولكن هذه القراءة الاجتماعية، أو بالأحرى العشائرية، لا تبدو لي مقنعة. فتصنيف ولاءات وانتماءات سكان دارفور لا يمكن أن يتم على أسس عشائرية، وإنما ينبغي أن يكون ذلك بمنطق المصالح الوطنية الجامعة. ولاشك أن أولى المصالح الآن هي عودة أجواء السلام الاجتماعي والاستقرار بما يسمح لسكان الإقليم باستعادة دورة حياتهم العادية في أجواء من الأمان والتعايش السلمي. ولأن الاتفاق المذكور يتيح فرصة منشودة مثل هذه فإنني أتوقع بقوة أن يكتب له النجاح. وبالنسبة للفصيل الذي ما زال يعارض عملية التسوية في دارفور لا أعتقد أن قادته يمتلكون زخماً أو شعبية بين سكان الإقليم، بقدرما هم معبرون عن تدخلات وأجندات خارجية لا تضمر لدارفور وأهله كثيراً من الود. ومن ثم فإن رفضهم للاتفاق هو تعبير عن انفصالهم عن سكان الإقليم وعجزهم عن الاستجابة لتطلعات أبنائه المعلنة.
عبدالوهاب حامد - الخرطوم