تركيب: حطام وفقْد
"عزيز الدين" (يمين) و"خودا داد" (يسار)، يعرفان كثيراً من تفاصيل المكان داخل مقر الصليب الأحمر الدولي في كابول، فقد اعتادا زيارته منذ عدة أعوام، وها هما بداخله يحاولان تثبيت أطراف اصطناعية في ساقيهما. فهما من ضحايا الحرب الدائرة في أفغانستان، لاسيما الألغام الأرضية وعمليات القصف الجوي، حيث فقد كل منهما ساقه دون أن يكون طرفاً في المواجهات المندلعة منذ تسعة أعوام بين حركة "طالبان" والقوات الدولية هناك.
وكما اعتاد الرجلان على المكان، فقد اعتادا أيضاً على التعايش مع الإعاقة الدائمة، وهما يحاولان التعويض عن الساق الطبيعية المفقودة بساق اصطناعية مكانها، لكنه يظل تعويضاً ناقصاً وقليل الفاعلية.
ومع ذلك فهذه الساق الاصطناعية يعز نيلها على آلاف المعاقين الأفغان من أمثال "داد" و"عز الدين"، واللذين يعدان محظوظين إلى حد كبير، إذ يتعين على من تقعدهم إمكاناتهم المالية دون اقتناء أطراف اصطناعية، انتظار الدور في قوائم طويلة من المتقدمين بطلبات إلى الصليب الأحمر، وليس إلى الهيئات الحكومية الأفغانية التي لم يعرف عنها القيام بدور كبير في هذا المجال.
لقد أفقدت الحرب أفغانستان الكثير والثمين، وهي اليوم بأشد الحاجة إلى لملمة أطرافها وإعادة تركيب ما يمكن تركيبه من حطام الوطن!