تعقيباً على د. أسعد عبدالرحمن: حلقة مفرغة
أتفق مع تلك الصفة التي اختارها د. أسعد عبدالرحمن في عنوان مقالته: "مفاوضات الحمل الكاذب"، وذلك لسبب واضح هو أن جهود إعادة إحياء عملية التفاوض التي بذلتها إدارة أوباما مؤخراً، وأعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الأخضر عليها مؤخراً، تبين بسرعة أن حصيلتها كانت أشبه بـ"الحمل الكاذب" الذي أجهضه التعنت الإسرائيلي. فقد أشهر نتنياهو الورقة الحمراء في وجه الجميع، وتولى المتطرف الآخر ليبرمان، الذي يتولى منصب وزارة الخارجية، الباقي من مهمة الإجهاز على ما تبقى من آمال في إعادة قطار التسوية إلى السكة. وفي هذه الأثناء أطلقت وزارة الداخلية الإسرائيلية رصاصة الرحمة على كافة الجهود والمساعي الحميدة، بإعلانها عن قرار بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية، إضافة إلى الإعلان عن وضع اليد على معظم الباقي من أراضي القدس، وضم بعض الأماكن الإسلامية ذات الخصوصية الدينية الخاصة واعتبارها ضمن التراث اليهودي. والحاصل من كل هذه الممارسات واضح، وهو إقناع إدارة أوباما بترك هذا الملف، وامتصاص حماسها لتسويته. لماذا؟ لأن اليمين الصهيوني الحاكم في تل أبيب، ما زال لم ينضج بعد ليرقى إلى مستوى صناعة السلام، ويريد إبقاء جهود التسوية حلقة مفرغة تدور في الهواء.
ياسر عبدالكريم - بيروت