واشنطن بين قمة الثماني وتأبين ريجان وحكومة علاوي


تأبين الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان كان الحدث الأبرز في الصحافة الأميركية هذا الأسبوع. وفي غضون ذلك تفاعلت قضايا أخرى أهمها: قمة الثماني، ورفض "جون ماكين" الترشح في منصب نائب الرئيس مع "جون كيري" والتقييم المبكر لأداء رئيس الوزراء العراقي الجديد.


ريجان بطل الحرب الباردة


ضمن نعيها للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان الذي وافته المنية الأسبوع الفائت، وتحت عنوان "الفوز بالحرب الباردة" قارنت "الواشنطن تايمز" في افتتاحيتها المنشورة يوم الجمعة الماضي بين المشهد السياسي العالمي عندما تسلم ريجان مقاليد الحكم في 20 يناير1980 والمشهد ذاته بعد ثماني سنوات من إدارته للبيت الأبيض، فالرئيس الراحل تسلم السلطة في وقت مُنيت الولايات المتحدة فيه بانتكاسات عدة تزامنت مع تنامي قوة الاتحاد السوفييتي. وكان الجيش الأميركي في حالة يُرثى لها نتيجة هزيمته النكراء في فيتنام وسقوط كمبوديا ولاوس في قبضة الشيوعية لتلحقا بموزمبيق ونيكاراجوا وجرينادا وأفغانستنان. لكن بعد السنوات الثماني التي قضاها ريجان في الحكم تغير ميزان القوة العالمي لصالح الغرب، وأوشك الاتحاد السوفييتي والديكتاتوريات الشيوعية في أوروبا الشرقية على الانهيار لتحل محلها حكومات ديمقراطية. لكن كيف حدث هذا؟ الصحيفة أجابت بأنه في عهد ريجان تمت إعادة بناء الجيش الأميركي وتم نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا الغربية ومضى الرئيس الأميركي رقم 40 قُدماً في مبادرة "الدفاع الإستراتيجي" المعنية بتدشين درع دفاعي ضد الصواريخ السوفييتية، كما أن العناصر التي عينها ريجان في مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع صبت جل اهتمامها على منع انتقال التقنيات الغربية إلى الكتلة السوفييتية.


"سي أيلاند" ومنع الانتشار النووي


تحت عنوان "بطء شديد في مسألة الأسلحة النووية" عرضت "الواشنطن بوست" في افتتاحيتها خطوتين في مجال حظر الانتشار النووي تم اتخاذهما في قمة الثماني الأخيرة التي انعقدت في منتجع "سي أيلاند" بولاية جورجيا الأميركية. أولى هذه الخطوات تتمثل في موافقة قادة أوروبا واليابان وكندا وروسيا الاتحادية، بعد إلحاح من إدارة بوش، على الامتناع لمدة عام كامل عن تزويد الدول التي لا تمتلك بالفعل مواد انشطارية بهذا النوع من المواد. أما الخطوة الثانية، فهي أن القمة أعلنت انضمام سبعة أعضاء جدد إلى برنامج مجموعة الثماني الخاص بتمويل تأمين المواد النووية الموجودة لدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وحسب الصحيفة تبدو الخطوات المشار إليها تافهة مقارنة بالتطورات الأخيرة في الاتجاه المعاكس؛ فكوريا الشمالية وإيران يبدو أنهما تواصلان السعي إلى تطوير أسلحة نووية والتغلب على جهود الاحتواء غير الناجعة التي تقوم بها إدارة الرئيس بوش. ومن غير الواضح أن تكون جميع التجهيزات النووية التي أنتجتها وصدرتها شبكة العالِم الباكستاني عبدالقدير خان، سراً، قد تم رصدها وتعقبها ويبدو أن بعضها اختفى.


براعة إياد علاوي


" لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع كي يحصل العراق على السيادة، لكن رئيس وزراء العراق الجديد يتصرف وكأن بلاده لديها سيادة حقيقية، فمنذ تعيينه في مطلع الشهر الجاري نجح إياد علاوي في نزع فتيل قضيتين شائكتين هما: وضع القوات الأميركية في العراق وحقوق الأقلية الكردية"، هكذا استهلت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها مشيرة إلى أن علاوي تعامل ببراعة مع مسألة وجود القوات الأميركية عندما أرسل خطاباً إلى مجلس الأمن الدولي تغلب خلاله على المخاوف التي أبدتها فرنسا بخصوص التنسيق الأميركي-العراقي في المجالات العسكرية، ما مهد الطريق لإجماع في مجلس الأمن على قرار نقل السيادة إلى العراقيين. كما تعامل علاوي بلباقة مع الأكراد إذ طمأنهم بأن حكومته ستعترف بحقوقهم التي تضمنها الدستور الانتقالي الذي أقرته الحكومة العراقية السابقة.


وتحت عنوان "التوسل إلى الدول الإسلامية كي ترسل قواتها إلى العراق" خلصت افتتاحية "كريستيان ساينس مونيتور" إلى أن إياد علاوي دعا بنفسه عدة دول كي تشارك في القوات متعددة الجنسيات، وطلب المساعدة بشكل خاص من بلدان إسلامية. وحسب الصحيفة، فإن مساهمة هذه البلدان بقواتها في العراق- ذلك البلد المسلم- ستكون مهمة من الناحية الرمزية، كونها تساعد على تصحيح مظهر القوات متعددة الجنسيات التي تساهم فيها 33 دولة مسيحية.


جديد الحملة الانتخابية


"جون ماكين"، السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، الذي خسر عام 2000 أمام الرئيس بوش في الترشح عن الحزب "الجمهوري" في الانتخابات الرئاسية الماضية، كان