جدل بشأن تعويضات المستوطنين وتحريض لفرض عقوبات على إيران
تعويضات المستوطنين عن ترحيلهم من مستوطنات غزة، وتطوير إسرائيل لمنظومة دفاعية خاصة بالطائرات المدنية، وآخر المستجدات في موضوع التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية، كانت أهم ما ورد في الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع.
تعويضات المستوطنين
"يعتبر تعويض المستوطنين مسألة بديهية مفروضة على الحكومة، وعلى مواطني إسرائيل دافعي الضرائب. ليس المطروح حتى تعويضاً عادياً باستبدال بيت بآخر وإنما هو تعويض عن الضرر النفسي والأيديولوجي، على أساس أن المستوطنين كانوا أبرياء وقعوا أسرى الأفكار الحكومية وليس العكس...".هذا الاقتباس من مقال للكاتب "تسفي برئيل" في صحيفة "هآرتس" حيث يثير موضوع تعويض المستوطنين الإسرائيليين في غزة جدلا كبيرا بين الكتاب والسياسيين، وهو مطروح كحل طبيعي لمشكلة تهجير المستوطنين عن منازلهم بسبب إصرار شارون على تنفيذ خطة الانسحاب الكامل من غزة قبل نهاية العام الحالي.
الكاتب "تسفي برئيل" يعلق على موضوع التعويض بالقول: لنفترض أنه لا مفر من دفع التعويض للقيام بالإخلاء، فلماذا لا يقترح ذلك على كل مستوطني الضفة، وليس فقط لسكان مستوطنات غزة وشمال نابلس؟ على هذا النحو يرى الكاتب أنه يمكن لكل من يرغب في مغادرة بيته في المستوطنات طواعية والهجرة أن ينضم إلى خطة التعويضات، ذلك لأن من قرر بأن لا يبقى اليهود في غزة بعد سنة تقريباً وضع إشارة على منطقة واحدة على الأقل في الضفة لتكون خالية من اليهود، وهو يستطيع أن يواصل رسم كل الحدود الإسرائيلية الحقيقية في باقي مناطق الضفة على هذا النحو، ويستطيع كل مستوطن أن يعرف ما إذا كان سيتم ترحيله ذات يوم أم أن منزله مضمون إلى الأبد.
أوروبّا تكرس إيران كدولة نووية!
أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها أمس الأول إلى النتائج الأخيرة التي اختتمت فيها فرق التفتيش على الأسلحة النووية في إيران أعمالها. فقد اعتبرت الصحيفة أن كل الدلائل تشير إلى أن إيران مستمرة في تطوير برنامجها النووي دون الالتفات إلى طلب الولايات المتحدة منها أن تتوقف فورا عن ذلك. وتساءلت الصحيفة في معرض تعليقها على هذا الموضوع: لماذا لا تبدأ أميركا ودول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على إيران؟ وهل من مصلحة أوروبا أن تكرس إيران كدولة نووية؟
وترى الصحيفة أن الصمت الأوروبي على التصنيع النووي الإيراني غير مبرر، وأن على الدول الأوروبية البدء بالتعاون مع أميركا في فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ترتبط معها بنشاط اقتصادي كبير.
خطة بعيدة عن الواقع
"أشك في أن خطة فك الارتباط، حتى لو تم تنفيذها بحذافيرها، تمثل ما نريد. حتى رئيس الحكومة، أرئيل شارون، لا يرى في هذه الخطة أكثر من إعادة انتشار على خطوط مرحلية يمكنها، من ناحيته، أن تبقى لفترة طويلة، لكنها لا تنطوي على توازن نهائي..."، هكذا ينظر الكاتب "عوفير شيلح" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة، وبعض مناطق الضفة الغربية، أمنياً وسياسياً. ويرى أنه حتى إذا لم يوافق الشعب الإسرائيلي على مقولة إن شارون يطمح إلى الانسحاب كي يرسخ الوضع في الضفة الغربية، فسيبقى المغزى العملي للتقدم الذي ستشهده الخطة، خلال السنة ونصف السنة المقبلة، هو نفسه دون تقدم أو إحراز شيء على الأرض.
الكاتب يعتقد أنه يجب عدم السماح للبديل الذي تقترحه خطة شارون بفك الارتباط والحديث عن الإنجازات العسكرية الأخيرة التي حققها الجيش، بإخفاء حتمية المطالبة بتعديل حقيقي يرضي كافة الأطراف ويبعد الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي عن الدمار ومواصلة الاقتتال قبل أن ينتهي الزمن.
منظومة دفاعية للطائرات المدنية
في خطوة غير مسبوقة عالمياً قررت الحكومة الإسرائيلية بأن تقوم سلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية، بتزويد شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، "العال"، و"أركياع"، و"يسرائير"، بمنظومة دفاعية متقدمة لحماية الطائرات المدنية الإسرائيلية من التعرض إلى الصواريخ المحمولة على الكتف.
وتشير التقديرات التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستثمر في هذه المنظومة مبالغ تقدر بمئات الملايين من "الشواكل". وتذكر الصحيفة أن شركات الطيران في جميع أنحاء العالم تقوم بشراء منظومات الدفاع على نفقتها الخاصة، بينما ستقوم الحكومة الإسرائيلية بتمويل هذه المنظومة، لأن شركة "العال" لا تزال شركة حكومية.
تقييم استخباري خاطئ