لا أتفق أبداً مع الفكرة العامة الواردة في مقال: "العلمانية تحمي التنوع الإسلامي" للدكتور خالد الحروب، التي مؤداها أن العلمانية السائدة في الدول الغربية هي وحدها ما وفر فرص التعايش السلمي بين أتباع مختلف المذاهب والتوجهات والتيارات الإسلامية. بل إن ما يوفر تلك الفرصة حقاً وصدقاً هو الضامن الإسلامي نفسه، وليس العلمانية. فقد نص ديننا الحنيف على حق كل إنسان في اعتناق الدين أو الاعتقاد الذي يريده لنفسه، وأوجب التسامح، والاعتراف بالآخر، والتعامل معه ومحاورته بالتي هي أحسن. وهذا هو موقف الإسلام من هذه المسألة وهو في حل من أية ممارسات أخرى قد يقدم عليها المتطرفون أو الغلاة الذين لا يعبرون في النهاية إلا عن أنفسهم. وحتى لو قبلنا أن العلمانية الغربية تسمح بتعايش مختلف التيارات الإسلامية داخلها، فإنها تضايق، على العكس، كافة المسلمين في الغرب، بحجة قداسة العلمانية نفسها، حيث تحولت هناك إلى نوع من الأصولية المضادة، شديدة التطرف، وليس عنا ببعيد موضوع منع الحجاب والنقاب والمنارات... الخ. عبدالوهاب حامد - الخرطوم