حتى لو افترضنا أن ذلك الطرح الوارد في مقالة الكاتب ويليام فاف: "استراتيجية أوباما: سياسات قديمة بعبارات جديدة" صحيح ودقيق، إلا أنه مع ذلك يتجاهل حقيقة سياسية، هي وحدها ما يفسر وجود عناصر من تقاليد السياسة الأميركية السابقة في استراتيجية أوباما الجديدة. وأعني بتلك الحقيقة أن الولايات المتحدة دولة مؤسسية لا يصنع السياسات والاستراتيجيات فيها شخص أو مجموعة أشخاص محددة، بل تصنعها مؤسسات راسخة وكثيرة كمراكز الدراسات وجماعات الضغط وطبعاً الطبقة السياسية والرأي العام. ولأن استراتيجية أوباما الجديدة تأثرت بكل هذا العدد من مستويات صناعة القرار في أميركا، لذا فمن الطبيعي ألا تكون فيها قطيعة مع تقاليد السياسة الأميركية الثابتة عادة في كافة الاستراتيجيات التي تصدر في واشنطن. سعيد عمر - الدوحة