بمحياه البائس، انهمك- ربما على مضض- في تجهيز سلال تستخدم في الصيد، إنه لاجىء من جمهورية الكونجو الديمقراطية (زائير) في من بلاده، خوفاً من التوتر العرقي، وعبر الحدود إلى "الكونجو" المجاورة... ويبدو أن تصنيع السلال على ضفة نهر "جانجانيا"، هو الخيار المتاح- على الأقل الآن- أمام هذا اللاجىء. مهنة اضطر إليها، لكسب العيش في بلد استضافه بعدما تقطعت به السبل في وطنه الأم، لكن جمال المشهد حيث الخضرة والماء لم يكتمل بعد، لأن ما يختزنه وجه اللاجىء من حزن قد عكّر بالفعل صفو الصورة، والمشكلة هي بلا شك البعد عن الديار وفقدان المأوى. إنها إذن قصة لتعايش إجباري بين مرارة اللجوء والبحث عن عمل والصبر من أجل البقاء، معادلة ليست سهلة في محيط أفريقي يندر فيه الاستقرار.