··· إقدام عناصر الإرهاب والاجرام على نحر وقتل المهندس الأميركي بول جونسون الذي كانوا يحتجزونه رهينة منذ أوائل الإسبوع الماضي، لايؤكد فقط وحشيتهم وتعطشهم إلى الدماء، وإنما يثبت لكل متشكك ومتردد أن هذه الفئة الضالة والباغية، لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد، بالدين الإسلامي الحنيف الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق، فهي لاتقيم أي وزن للحياة البشرية، ولا تتورع عن إزهاق أرواح الأبرياء والعزل، بل وتتباهى بجرائمها على صفحات شبكة الانترنت، في سادية لم يسبقها إليها أحد في التاريخ، حتى في عصور الجاهلية والإنحطاط والتخلف والظلام·
إن ما يرتكبه جاهليو القرن الحادي والعشرين من بشاعات وجرائم يندى لها جبين البشرية خجلا، وتتبرأ منها حتى أشد الوحوش فتكا وجوعا، تؤكد أنهم ألد أعداء هذا الدين القيم، الذي أنزل فرقانه رحمة وهدى للناس كافة، وأنهم قد ذهبوا في ضلالهم وغيهم وعتوهم وإجرامهم مدى لا يمكن السكوت والتفرج عليه، بل يتطلب المواجهة والحسم والحزم والبتر لهذه الجرثومة التي إن تركت على حالها الراهنة ستفتك بجسد الأمة وتعيدها إلى عهود الجاهلية الأولى، يتحكم فيها الملتاثون والحشاشون ومصاصو الدماء·
لقد حانت ساعة الصدق مع النفس ونصرة الدين الحنيف والمبادىء السماوية والإنسانية، ولم يعد هناك مجال أو وقت للجدل والمحاججة وكثرة الكلام، فقد انتهكت تعاليم الدين وحرفت ولونت على يد هؤلاء الإرهابيين، الذين تجاوزوا جميع الأطر والحدود، فأصبح لزاما على كل الناس فضحهم وملاحقتهم ومطاردتهم أينما كانوا، وفي أي صورة جاءوا، فقد بلغ السيل الزبى، ووصل تجرؤهم واستهانتهم بحرمات الدين إلى الحد الذي يوجب على أولي الأمر تطبيق حد الحرابة والإفساد في الأرض على كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم مشاركة ومعاونة وتواطؤا وتسترا·