تعقيباً على محمد عارف: التزام عربي
أعجبني مقال محمد عارف، "أين مؤسس الهيئة العربية للطاقة الذرية؟"، والذي تناول فيه قيام تلك الهيئة والطموحات التي رافقت انطلاقها، وما حدث بعد ذلك من انتكاسات مدوية كان تتويجها الأكبر إيقاف البرنامج النووي العراقي عام 1991، ثم قرار الاحتلال الأميركي إلغاء "منظمة الطاقة الذرية العراقية" عام 2003.
لكن مع ذلك فإن الكأس العربية ليست فارغة بالكامل، بل ثمة في أوضاعنا عموماً ومضات توحي بالأمل وتدفع إلى توقع الأفضل في قابل الأيام. فهنا حاليا توجه عربي ملموس نحو امتلاك الطاقة الذرية السلمية وإقامة برامج نووية ذات استخدامات مدنية، لرفد جهود التنمية ومقومات التطور، وكذلك تحسباً لضرورة الاستغناء عن الطاقة البترولية لاعتبارات تنموية، وبيئية أيضاً. وأعتقد أن هذا التوجه، بما يميزه حتى الآن من انضباط وشفافية بارزين، سيحوز على مزيد من الثقة والتقدير لدى المجتمع الدولي بمختلف أطرافه، وسط ميل عالمي متزايد لتطبيق سياسات صارمة في مجال الحد من انتشار السلاح النووي ومنعه عالمياً. ومعلوم أن جميع الدول العربية ملتزمة بهذه السياسة، ودون أدنى تحفظ أو تردد، وأنها أبعد ما تكون عن التفكير في حيازة الأسلحة النووية، بل هي صاحبة المبادرة المطروحة منذ وقت طويل إلى قيام شرق أوسط خال كلياً من السلاح النووي.
سالم عمر -الشارقة