تقدمت أميركا قبل أسابيع إلى مجلس الأمن بمشروع جديد رفضته باقي الدول الأعضاء وطلبت من أميركا تعديله حسب اقتراح المجلس· وهو مشروع القرار الذي يخول للأمم المتحدة دوراً أساسياً في حال قبوله ليتمكن الأعضاء من المشاركة في إرسال قوات لتحافظ على الأمن الذي أصبح في (خبر كان)، وكذلك المساهمة الفعلية في إعادة إعمار العراق· وعندما يئست ألمانيا من إجراء أميركا أي تعديل أساسي على مشروعها الثاني الذي لم يكن إلا هروباً من المطالب الرئيسية للأعضاء الرئيسيين في المجلس، قامت بمبادرة إنشاء صندوق لإعادة إعمار العراق يكون تحت إشراف الدول التي اقترحت ذلك المشروع وتحت إدارتها الكاملة، دون تدخل أميركا وشركاتها التي استأثرت بكل المشروعات ولم تعط أوروبا وشركاتها حصتها من الكعكة·
عندما استلم مجلس الأمن المشروع الأخير المعدل الذي تقدمت به أميركا، أول من رفضه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بصورة شديدة وقوية لم تحدث في السابق·
إن هناك مطلبين أساسيين تجاهلتهما أميركا وهما: إعطاء دور رئيسي فعال للأمم المتحدة، والتزام بتسليم السلطة الكاملة إلى مجلس عراقي منتخب في مدة لا تتجاوز التسعة أشهر· وهذا دليل قوي على أن أميركا لا تنوي الخضوع لهذين المطلبين الرئيسيين·
ولنلتفت إلى ما يحدث على الأرض في العراق الأوسط والجنوبي من أعمال المقاومة التي تتصاعد، والأمن الذي أصبح لا وجود له· و الأشد والأنكى أن أخطاء الجنود الأميركيين كثرت وأصبحت تصيب صدور الشرطة العراقية· المسرح معد لأعمال خطيرة هي مقاومة الاحتلال، والانتقام رداً على تلك الأخطاء، فاللهم احفظ العراق·
منصف أبوبكر - أبوظبي