التصريحات التي أدلت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، رئيسة "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة"، الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية"، مؤخراً، بمناسبة بدء تنفيذ حملة "علاج مليون طفل" على مستوى العالم، تعكس بوضوح ما يتمتّع به مجتمع الإمارات من قيم العطاء والتضامن والتكافل، فقد أشارت سموها إلى أن "العطاء الإنسانيّ سمة من سمات القيادة الرشيدة وأبناء الإمارات الذين يحرصون دوماً على هذا العمل من أجل إسعاد الفقراء والمحتاجين، ورفع المعاناة عن المرضى المعوزين، والتخفيف من آلام الأطفال الذين يعانون آلام المرض". لا شكّ في أن حملة "العطاء لعلاج مليون طفل" على مستوى العالم، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربيّة، رئيس "هيئة الهلال الأحمر"، تجسّد في مضمونها قيم العطاء والتكافل التي تميّز شعب الإمارات وقيادته الرشيدة، ليس لأنها تستهدف توفير برامج صحيّة مجانيّة للمرضى من الأطفال الفقراء الذين يعانون أمراضاً مختلفة، ويحتاجون إلى برامج علاجية طويلة المدى في مختلف دول العالم فقط، وإنما لأنها ترتكز في الأساس على تعاون أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة من أجل إنجاحها أيضاً، إذ تستهدف استقطاب أشكال التطوّع كافة، سواء المعنوي أو الفكري أو المالي، من مختلف فئات المجتمع لتمويل البرامج الصحيّة الخاصة بهذه الحملة وتنفيذها، حيث تم تخصيص صندوق للحملة، كما تم إنشاء قاعدة بيانات بالمتطوّعين المشاركين لتنظيم مشاركتهم في تنفيذ برامج الحملة ضمن إطار تطوعي، وهذا الأمر لاشكّ أن من شأنه الإسهام في تعزيز قدرات المشاركين وتطوير مهاراتهم في العمل التطوعي. لقد أصبحت الإمارات نموذجاً رائداً للعطاء والتضامن الاجتماعيّ، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم أجمع أيضاً، وهذا لم يكن ليتحقّق إلا لأن هذا النموذج تقف وراءه وتدعمه، أولاً، قيادة رشيدة تؤمن بقيم العطاء والتضامن، وتسعى إلى تحقيقها في الداخل، ونشرها في الخارج، إذ تُعدّ الإمارات من أكثر دول العالم التي طرحت مبادرات إقليمية ودولية في مجال الخير والعطاء، وقدّمت من خلالها المساعدات والمنح إلى المحتاجين والفقراء في مختلف مناطق العالم، كمبادرة "زايد العطاء" التي استفاد منها الملايين في مختلف بقاع العالم. وثانيّاً، تحرك مستمرّ نحو تعميق الوعي بمفهوم المسؤولية الاجتماعية لتكون ملمحاً عامّاً لمختلف المؤسسات في الدولة، إذ إن هناك العديد من المبادرات المهمّة التي تتبناها الدولة لتحقيق هذا الهدف، كالبرنامج الوطنيّ للمسؤولية الاجتماعية "مسؤوليّة"، الذي أطلقته مبادرة "زايد العطاء"، ويهدف إلى تفعيل مشاركة القطاع الخاص في برامج تنمية المجتمع، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية والإنسانية لدى الشركات بهدف نشر هذا المفهوم وترسيخه في المجتمع، وإطلاق مبادرات مختلفة لدعمه وترجمته على أرض الواقع. وثالثاً، إيمان بأهميّة العمل التطوعي، والعمل على تعزيزه بصفته أهم ركائز العطاء والتلاحم الاجتماعي، ولعل من المبادرات المهمّة في هذا الشأن برنامج "تكاتف للتطوع الاجتماعي"، الذي يحظى بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يستهدف تعزيز ثقافة التطوّع والاستفادة من الموارد المتاحة، وإيجاد الحلول الخلاقة التي تلبي حاجات المجتمع، وتقديم فرص التطوّع لشباب الوطن وفتياته في عدد من البرامج الإنسانية والاجتماعية، والاستفادة من أوقاتهم بصورة هادفة. ـــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبارر الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.