تعقيباً على د. عبد الحق عزوزي: عوامل الفشل
أعجبني مقال "مأزق الاتحاد من أجل المتوسط"، لكاتبه الدكتور عبد الحق عزوزي، فذلك الاتحاد دخل بالفعل مرحلة الأزمة مع بداية عامه الثالث، إذ لم يتمكن خلال هذه المدة من التقدم خطوة واحدة أو إنجاز شيء ذي قيمة أكثر من قمته التي التأمت للمرة الثانية في باريس، حيث التقط القادة صوراً تذكارية... ولا شيء أكثر من ذلك! ومشكلة الاتحاد من أجل المتوسط أنه لم يأخذ بالدروس المستقاة من فشل التجارب الشبيهة التي سبقته، مثل الاتحاد الأورومتوسطي، وما سمي مسار برشلونة، ومجموعة "5+ 5" المكونة من دول المغرب العربي الخمس وخمس دول أوروبية مشاطئة للأبيض المتوسط. لقد فشلت تلك التجارب لأن أهداف أطرافها كانت مختلفة إلى حد كبير. كانت للأوروبيين أجندة سياسية وثقافية؛ فهم يريدون وضع حد للهجرة، وإدماج إسرائيل، والتدخل المباشر في السياسات الأمنية والتعليمية لدول الضفة الأخرى. بينما كانت هذه الدول تريد معونات اقتصادية غير مشروطة، وتبادلا تجارياً بشروط أفضل وأكثر تكافؤاً.
وعلاوة على تضارب الأهداف مرة أخرى في تجربة الاتحاد من أجل المتوسط، فإن الطابع الاستعجالي لإنشائه، والذي كان وليد ظروف داخلية خاصة بساركوزي، ضاعف عوامل فشله أكثر من أي تجربة أخرى مشابهة.
جلال سعيد -سوريا