تعقيباً على عائشة المري: الفرصة الأخيرة
في عنوان مقال الكاتبة عائشة المري: "تشاؤم... السلام" مفارقة لفظية كامنة في التعارض المعنوي الأصلي بين السلام والتشاؤم، من باب كون السلام عادة مناسبة للتفاؤل لا للتشاؤم، ولكن للأسف كما ذهب إلى ذلك العنوان فهذه هي الديباجة العريضة للمفاوضات التي تجري الآن لتسوية صراع الشرق الأوسط. أما سبب هذا التشاؤم فلا أعتقد أنه في حاجة إلى توضيح لأن تجارب الماضي المريرة هي ما يدفع معظم المحللين السياسيين إليه الآن. فقد انتهت عملية مدريد وبعدها مسار أوسلو، وبعد ذلك "واي بلانتيشن" وكامب ديفيد الثانية، وخريطة الطريق، وحتى عملية أنابوليس، كل ذلك انتهى نهايات غير سارة للأسف، لأن الصهاينة أمعنوا في سياساتهم الاحتلالية وفي التنكر لكافة تعهداتهم، في حين أن المجتمع الدولي يبدي في كل مرة عدم قدرة، حتى لا أقول عجزاً عن وقف المحتلين عند حدهم. والأمل أن تستخلص كافة الأطراف المعنية بإنجاح عملية التفاوض المباشرة الجارية الآن الدروس المستفادة من فشل العمليات السابقة، وذلك لأهمية العملية الحالية لأنها بمثابة الفرصة الأخيرة لإحلال السلام.
وائل عقيل - بيروت