"مفاوضات السلام ومفارقة التكافؤ المعدوم" عنوان واضح الدلالة بما يصف الواقع القائم الآن استعرض تحته الكاتب باسكال بونيفاس بعض ملامح اختلال موازين القوى بين الأطراف المتفاوضة الآن في عملية سلام الشرق الأوسط. والحقيقة أن الطرف الفلسطيني إن كان هو الأضعف بمنطق القوة المادية إلا أنه هو الأقوى بمنطق العدالة والشرعية الدولية. وفي اعتقادي أن على الوسطاء الدوليين المشرفين الآن على عملية التفاوض أن يكون لهم دور فاعل في تعديل ميلان أو اختلال موازين القوى لأن مسؤوليتهم السياسية والتاريخية تتمثل في إحقاق الحق وردع الظلم، وتنفيذ ما تنص عليه الشرعية الدولية وما يقتضيه واجب حفظ الأمن والسلم الدوليين. وليس من مهمتهم أبداً ترك التفاوض لكي يتحول إلى ترجمة استعراضية لموازين القوى المختلة اليوم، وإن كان هذا الاختلال طبعاً غير دائم، فالأيام دول، وإن كانت إسرائيل أقوى اليوم فلن تكون كذلك غداً، بإذن الله. أيمن عبدالحميد - عمان