في مقاله الأخير حول المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أشار باسكال بونيفاس إلى مفارقة مهمة في صراع الطرفين؛ وهي أنه بينما يقف الحق إلى جانب الفلسطينيين وهم يطالبون باستعادة أرضهم وإنهاء الاحتلال عليها، فإن القوة تقف إلى جانب الإسرائيليين الذي يملكون منها كمية هائلة يستخدمونها دون قيد أو رادع، في كل وقت وحين، خلافاً للقانون الدولي وإن كانت أهم قوى المجتمع الدولي تساندهم في ذلك دون تحفظ. وهذه خصوصية فريدة تضفي فرادة عجيبة، إلى درجة التراجيديا، على هذا الصراع، كما تضفي عليه طابع التعقيد الذي يراد له كي يكون أي خيار يتبناه الجانب الإسرائيلي لإنهاء الصراع، وعلى طريقته الخاصة، خياراً "مقبولا"، أو على أقل تقدير، "قابلا للتفهم"! فهيم علي -القاهرة